كأس الملك نصراوي

 

سلطان الزايديلم يكن يحتاج النصر إلى تغييرٍ كبيرٍ في طريقة لعبه أو في مشاركة بعض العناصر وإبعاد البعض الآخر، كل ما كان يحتاجه النصر حتى يعود نصر 2014م هو الروح القتالية، واستشعار المسؤولية، كونهم يلعبون لفريقٍ بطلٍ لديه كل مقومات التفوق، وقد قلنا مرارًا وتكرارًا ربما يكون النصر هو الفريق الوحيد الذي من الممكن أن يلعب الموسم الكروي في كل مسابقاته بدون لاعبين أجانب، وهذه حقيقةٌ واضحةٌ على أرض الواقع، ولو فصلنا في هذه الجزئية سنجد أن في كل مركز في خارطة الفريق يوجد أكثر من نجم له اسمه، فعلى سبيل المثال: مركز محور الارتكاز، فالنصر لديه أفضل محور ارتكازٍ في الكرة السعودية إبراهيم غالب والجبرين، وكلاهما يؤديان مباريات كبيرة والبقية تأتي.
ما أعنيه هنا أن الفريق النصراوي ورغم الموسم السيئ، إلا أنه يملك مقومات العودة متى ما أراد نجوم الفريق ذلك، كل ما في الأمر أن الفريق لديه بعض النواقص التي لو اكتملت مع عودة الروح لن يستطيع أي فريق مهما بلغت قوته أن يتجاوز النصر بسهولة.
ففي مباراة دور الأربعة من كأس الملك وعلى الصعيد الفني، لم يكن يحتاج كانيدا حتى يقدم فريقه ذلك المستوى المبهر سوى إبعاد أدريان عن التشكيلة الأساسية، والزجّ بالفريدي مع إعطائه الحرية في التحرك داخل الملعب، خصوصًا عندما يأتي من الخلف، وبذكائه الفطري استطاع أن يصنع الفرق، وهنا نستطيع القول: هذا فكر مدرب، استطاع أن يستفيد من لاعبٍ مهاريٍّ رغم ضعف معدله اللياقي ووزنه الزائد.
فالنصر في مباراة الاتحاد تخلّص من كل القيود الفنية التي كانت تعيق تقدم الفريق، وتعطل هجماته والمتمثلة في المحترف أدريان، مع سوء مردود اللاعب المالي مايغا، واعتمد على نجمٍ كان يتوق للمشاركة؛ حتى يثبت للجميع أنه صفقةٌ ناجحةٌ، فكانت مشاركة نايف هزازي بمثابة طوق النجاة الذي أنقذ موسم النصر في الوقت المناسب.
فطرفي نهائي كأس الملك هما الأفضل فنيًّا في هذه المسابقة، ولن تكون الترشيحات سهلةً، لما يمتلكه الفريقان من نجوم، إلا أن الأهلي يتفوق معنويًا على النصر بحكم أنه بطل الدوري، وقد حقق حلم السنين في هذا الموسم، وحتى على الصعيد الفني الأهلي يتفوق بالاستقرار وبالعنصر الأجنبي، فكل محترفيه أساسيون في التشكيلة، وهم يقدمون مباريات كبيرة مع الفريق، وفي مباريات الحسم هم يصنعون الفارق، بينما النصر يعاني من هذه النقطة، فكل محترفيه الأجانب بلا استثناء سيئون هذا الموسم، وكان لهم دورٌ كبيرٌ في هبوط أداء الفريق الفني، لكن كما ذكرت النصر يملك العناصر المحلية التي يستطيع أن يعتمد عليها متى ما حضرت الروح، وتمّ التعامل مع المباراة وفق سير أحداثها بالشكل المناسب قد يظفر النصر بكأس الملك.
فما فعله كانيدا مع أدريان في مباراة حاسمة ومفصلية لا تقبل المغامرة يحسب له كمدرب، ويؤكد أن بعض الأجانب أخذوا فرصًا لا يستحقونها على حساب اللاعبين السعوديين الذين نحتاجهم اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى، ونحتاج اكتشاف مواهب جديدة من أجل أن يكونوا سندًا لنا في بطولة آسيا القادمة والمؤهلة لكأس العالم في روسيا؛ لذلك من المهم أن تفهم الأندية أنه ليس بالضرورة إحضار أربع أجانب، ممكن لأي نادٍ أن يحضر محترفين اثنين مؤثرين أفضل من أربعة لا قيمة فنية لهم، وفي رأيي النصر لا يحتاج إلى أن يحضر أربع أجانب الموسم القادم، ويمكن أن يكتفي باثنين فقط، ويوفر من ميزانية الفريق تكلفة الاثنين الآخرين.
ودمتم بخير،،،،
منطقة المرفقات

21