كل القلوب ترنو للسوما

بسام جميدة اعلامي رياضي سوري- مدير تحرير صحيفة الرياضة السورية- مؤلف وروائي

منذ بداية تألقه عرفته موهوبا وشجعته ليس لكونه ابن بلدي وابن النادي الذي أنتمي إليه، بل لأنني لمست فيه موهبة تحتاج للصقل فقط كي تلمع مثل الألماس، ذهب إلى الكويت ونصحته كما بقية الذين أحبهم وأحب موهبتهم أن تكون وجهتهم للدوري السعودي الذي اعتبره من أقوى الدوريات الآسيوية على الإطلاق، ومن لديه الموهبة والإمكانيات سيبرز بالتأكيد هناك، وفعلا دارت عجلة الأيام وإذا بالسوما في الدوري السعودي مع الملكي يلعب، ويتألق وكتبت عنه أول زاوية هنا، وتبعتها بزاوية ثانية..وبزوايا أخرى في الصحف السورية، وهاهو يجبرني للعودة للموقع الذي أحب “سبورت” بعد طول انقطاع عنه.
يوم أمس كانت المقاهي هنا والبيوت ا وكل الجالية السورية في كل البلاد تتابع النادي الأهلي من أجل عيون عمر السوما الذي أثبت علو كعب اللاعب السوري الذي شكل مع زملاءه الباقين عقدا من ياسمين في جيد الدوري السعودي المتميز في كل شيء.
راهنت كثيرا على تفوقه وقدرته وإمكانياته ولم يخب ظني به، قد لايحتاج لشهادتي هنا، ولكن ما أريد قوله هنا، أن موضوع السوما الذي لم يحسم بعد ومازال عالقا، هو غصة أبناء ناديه الذي ترعرع به ومعه والذين يمنون النفس أن يلتفت لهم السوما، وباعتقادي أنه لم ولن يبخل على ناديه بلفتة كريمة، وموضوع انتقاله منه كنت أيضا أول المدافعين عنه بعنوان “ليس دفاعا عن السوما”.
أما القضية الثانية وهي الأهم والتي جعلت الشارع الرياضي ينقسم إلى قسمين ألا وهو موضوع تمثيله لمنتخب بلاده الذي لايزال محل جدل، بعد أن كبرت كرة الثلج، وبات اليوم المنتخب السوري الذي تأهل للدور الثاني من التصفيات المونديالية وتأهل فعليا للنهائيات الآسيوية، يحتاجه أكثر من ذي قبل من أجل تحقيق حلم السوريين في الوصول إلى المونديال، ورسم البسمة على شفاه الملايين في عز الحزن الذي يملئ قلوبهم.
عمر السوما مطالبا اليوم أن يكون أكثر حكمة ونجومية ويثبت للعالم كله أنه كبير، ويعلن للعالم أنه سيلتحق بمنتخب بلاده الذي يحتاجه كثيرا، بعد أن خدم فريقه الأهلي وحقق له اللقب الذي غاب عنه طوال 32 عاما، وساهم به مع رفاقه المتميزين في الفريق.
وباعتقادي أن الحكماء أيضا في النادي الأهلي لن يبخلوا على السوما بالنصيحة ليكبر أكثر في عيون محبيه في كل مكان.
مبروك للنادي الملكي لقبه الذي تحقق، ومبروك له النجومية والنجوم الذين عملوا بدأب طوال العامين الماضيين ليتحقق الحلم.
الأهلي كان يلعب بعبق الياسمين وروح السوريين الذين تعالت هتافاتهم كثيرا حيث كنت أسمعهم وأراهم وتابعتهم أيضا عبر التلفزة في كل مكان.
الأهلي والسوما والجماهير قصة عشق كروية، صاغتها لمحات فنانين كتبوا ملحمة البطولة بماء الذهب للملكي الأخضر.

14