من بعد الزعامة «فقر»!

احمد المصيبيح* مابين حين وآخر أكثر من التلميح والإشارات البعيدة لفقر الكرة السعودية وندرة المواهب وأستشهد بنجوم أعتزلوا كانوا يبدعون ويمتعون، والآن عبر هذه الزاوية أجد نفسي مجبراً على التصريح وأعلن وبكل قناعة وصول الكرة السعودية إلى حد الفقر، فبعد محمد الدعيع لم يبرز حارس يملأ العين سوى محمد العويس الذي أتمنى ألا يستعجل عودته، وعلى مستوى الدفاع لم يبرز المدافع صاحب الفكر والعطاء والواثق من نفسه والذي يأتي امتداداً لجيل صالح النعيمة وأحمد جميل ومحمد الخليوي -رحمه الله-، والموجودون مجتهدون ولا يرتقون لمستوى من ذكرت. أما على مستوى الأظهرة فالشباب كثر ولا أرى معاناة في ذلك، أما خط الوسط فجلّهم يركضون والموهوب من بينهم تارة فوق وتارة تحت ويصنف أكثرهم بالمجتهد ولا زال محمد الشلهوب يصنع الفارق على الرغم من تقدم العمر وكمحور ارتكاز لم يبرز من يذكرنا بفؤاد أنور وخميس العويران وإن برز فإن الاستمرارية تكون محدودة ولأسباب مختلفة ونأتي لخط المقدمة الذي يعد معضلة كبيرة للكرة السعودية، لأنه ومن بعد كأس آسيا 2007 لم يقنعنا مهاجم عليه القيمة وظل المكان شاغراً لعدم وجود من يستحق أن يكون جديراً فهذا يركض بالكرة على طريقة الحارة وآخر يتصنع البرود وآخر يلعب بلسانه أكثر من قدمه، من ذلك كله لا بد أن نواجه أنفسنا ونعترف بفقر الكرة وندرة اللاعبين المؤثرين الذين يصنعون الفارق ونسقط هذه المعاناة على المدربين، وحان الوقت الذي نحتاج فيه إلى من يشخص الحال ويضع العلاج السريع ولعلي هنا أسوق رأياً للأسطورة يوسف الثنيان الذي التقيته صدفة قبل أيام، ودار النقاش حول ندرة النجوم فقال: “نعم نعاني كثيراً خصوصاً وأن المدربين يعملون لمصلحتهم ولا يعنيهم توجيه لاعب وتقويمه واستشهد بلاعبين حاليين” وأضاف: لهم أعوام وهم يكررون أخطاءهم وعلى الرغم من ذلك تجدهم في قائمة المنتخب”، وزاد على ذلك بقوله: “شخصياً بدأت لاعباً في الحارة.. واستقبلني كبار المدربين وصقلوا موهبتي”. وخص في حديثه المدرب البرازيلي فلهو الذي يرى أنه المدرب الوحيد الذي ترك بصمة في شخصيته الكروية، وقال: “أنديتنا تفتقد للمدربين الذين يعدلون في مسار اللاعب وطريقة أدائه ويبحثون عمّن ينفذ لهم ما يريدون بجلب لاعبين من خارج النادي إضافة إلى الأربعة الأجانب”. انتهى حديث “الفيلسوف”، وخلاصة الأمر نحن بحاجة إلى وقفة جادة لعلاج الواقع، واهتمام مضاعف بالقاعدة السنية وتخصيص تدريبات للاعبين الذين يفتقدون المهارة الأساسية في الأداء للحد من ظاهرة الركض وتنمية المهارة الذهنية وتوزيع الجهد، وجلب مدربين للصقل والتقويم وغير ذلك من المتطلبات التي يتطلب توفرها لإعداد اللاعب المؤثر في فرقنا.

نقاط خاصة

* تأخر عبدالله العنزي ف”دمدموا” الموضوع وتبعه شايع شراحيلي وفهد المولد وعبدالفتاح عسيري فقلصوا العقوبة وغاب عبدالله المعيوف وكأن شيئاً لم يكن، فأمن البقية العقوبة وكرروا ذلك، والضحية منتخب بلد وللأسف!

* صراخ الفضائيات ظاهرة مقززة ومزعجة يسوق له تجار الفساد ولهم أقول: “لن يفلح فضاؤكم بتلك النوايا السيئة وتغليب مصالحكم على المصلحة العامة بطمع وجشع وضحالة فكر”.

الكلام الأخير:

للسقوط.. بقية

18