إلى جماهير الأهلي والاتحاد: توشحوا بالسواد!!

أحياناً نبحث ونفتش عن شيء قريب وبعيد، ولاننتبه أنه في أيدينا، وكذلك عندما نواجه مشكلة قد نبحث عن الحلول البعيدة والعميقة ولاندرك أن الحل أقرب مما نتصور.
لاشك أن أرقام الحضور الجماهيري هذا الموسم أقل من الموسم الماضي، وربما تكون في تناقص مستمر ما دعا رابطة المحترفين واتحاد القدم والرئاسة العامة لرعاية الشباب والأندية وإدارة الملاعب إلى البحث عن أسباب هذا العزوف، كل أولئك الباحثين ركزوا على فكرة واحدة فقط هي رفع مستوى «الخدمة الفندقية» مثل تنوع المطاعم ومنع التدخين وتحديد المقعد والتذاكر الإلكترونية وغيرها.
لم يفكر أحد منهم باتجاه مختلف ومنطقي، فالمنطق يقول الحضور كان جيداً ثم بدأ بالانخفاض، لذلك فمن المنطقي أن يكون البحث عن ماذا فقد الجمهور؟ مالقرارات أو العقبات التي واجهها المدرج حتى فضّل التلفاز على الملعب؟
الحضور للملعب هو احتفال وصخب وأهازيج وأجواء مجنونة، وإن لم يكن كذلك فأن تجلس أمام شاشة عملاقة في منزلك، أو ديوانيتك مع عدد من الأصدقاء تستمتعون بالإخراج التلفزيوني والإعادات وتتجادلون عليها أفضل من أن تذهب إلى ملعب فيه كل شيء ممنوع، وكأنك في مجلس عزاء.
الجمهور يحضر ليعيش ساعات من الجنون والمتعة، فإن قتلتم المتعة بقراراتكم فلا تفتشوا عن الأسباب، بل فتشوا عن القاتل الخفي فتشوا في قراراتكم نسِّقوا بينكم، قارنوا ماهو ممنوع هنا بما هو ممنوع في دول العالم خصوصاً تلك التي تمتلئ مدرجاتها قبل المباراة بساعات ثم أعيدوا صياغة قراراتكم ولا عيب في ذلك.
منعتم الدخان الملوَّن ومنعتم «الرولات» ومنعتم اللافتات ومنعتم القصاصات ثم منعتم النشيد ولم يبق إلا أن تطلبوا من الجمهور أن يتوشح بالسواد.
نتفق جميعاً على منع كل مايعرض سلامة المدرج للخطر مثل الألعاب النارية وغيرها، لكن هناك أشياء كثيرة ليس فيها أي ضرر وتشكّل منظراً جمالياً مثل القصاصات الورقية والدخان الذي يستخدم في ملاعب كثيرة عالمياً ومع ذلك تحدثت مع رئيس رابطة جماهير الأهلي سعود برقاوي فكشف عن مشكلة أخرى وهي سوء التنسيق، فالأمن يسمح بأشياء وإدارة ملعب الجوهرة تمنعها وتسمح بأشياء يمنعها الأمن واستشهد البرقاوي بقاعدة إطلاق القصاصات الملونة التي تستخدم في التتويج ومع ذلك منعت الرابطة من إدخالها.
الخلاصة أن المدرج لن يحضر إلا إذا كانت هناك أجواء من الصخب والجنون الذي لايجده إلا هناك، ومن أجل هذا على إدارات الأندية البحث عمن قتل الجمال و العودة والاجتماع بالجهات المسؤولة لتحديد الممنوعات بشكل واضح والضغط من أجل جعلها أقل عدداً وأكثر واقعية، وإذا لم يحدث ذلك، أقترح أن ترتدي جماهير الأهلي والاتحاد في الديربي القادم اللون الأسود كحداد على مقتل الجمال وهو نوع من التعبير المؤدب عن احتياج الجمهور.

10