بطولات الهلال 70

احمد المصيبيحإن تحصد ثلاث بطولات متتالية وفي أماكن مختلفة (جدة – لندن – الرياض) فهذا شيء غير طبيعي ويمثل الزعامة الحقيقية للكرة السعودية، وهنا من باب الحياد الذي أنشده من زمن بعيد أرى أن الهلال مختلف عن أقرانه بالأرقام الثابتة والتواريخ غير المزورة، فبطولاته نقية وخالية من الشبهات تعاقب على تحقيقها أجيال عديدة يمثل معظمهم رموز الكرة السعودية، أساطير عديدة يتقدمهم صالح النعيمة، ويوسف الثنيان، ومحمد الدعيع، وسامي الجابر، ومحمد الشلهوب وغيرهم، الهلال ياسادة بات منفرداً بأولوياته وبطولاته؛ لذلك من الطبيعي أن يسيطر جماهيرياً فهو الآن يلعب مبارياته بين جمهوره في شتى مدن المملكة وهذا لم يأتِ من فراغ، فابن العاشرة وابن ال50 لم يريا فريقاً يضاهي الهلال ويبسط نفوذه وزعامته غير الهلال، حقق كل الألقاب فأنصفه “الفيفا” وتبعه الآسيوي، وحاول البعض محلياً تقليل زعامته ففشلوا ولم يجدوا طريقاً لذلك سوى بالتشكيك والإسقاط الذي بات مملاً وغير مقبول نهائياً، فالعين ترى على المستطيل الأخضر بصفة سنوية حضوراً لهذا “الزعيم” وشهد على ذلك مدن وبلاد مختلفة، الهلال ياساده عقد من البطولات والنجوم تعاقب على إدارته رجال من صفوة المجتمع، أسس كيانه شيخ الرياضيين ووالد الهلاليين عبدالرحمن بن سعيد يرحمه الله؛ والذي لا يمكن لأي هلالي ألا يتذكره مع كل إنجاز؛ فقد أسس وبنى وجمع الشمل الأزرق حتى غادر الحياة، فسار رجاله بروح ابن سعيد هدفهم الأول والأخير مصلحة الكيان، وكل رئيس يتربع على كرسي الرئاسة لا بد أن يسجل في تاريخه ذهب وحتى المؤقتين الذين كلفوا في فترات مختلفة نالوا الذهب، وهذا لا توجد إلا في الهلال فقط، ولكن يبقى السر الوحيد الذي يقف وراء الهيمنة الزرقاء وهو تلك الجماهيرية العريضة في شتى أنحاء البلاد فأين ماحل الهلال تجد جمهوره حاضراً ومحتفلاً، لا يرضى إلا بالفوز وطموحه منصات التتويج فقط لا يعنيه تعثر فريق وآخر إنما نظرته لمنصات التتويج التي بنوا معها جسراً لا يعبره سنويا إلا هم، حتى بات بالإمكان أن يتواصل العالم مع الهلاليين على موقعهم وعنوانهم المعتاد منصات الذهب.

فالهلال وصل إلى ال 57 وفي طريقه إلى ال60 وال70؛ لأنه نادٍ لا تسيره أهواء ومنهج، عمله ثابت وإن اختلفت إدارته، والآن بزغ نجم و”جه السعد” الذي أرى فيه ملامح من شخصية الراحل الأمير عبدالله بن سعد الرئيس الذهبي وباني الهلال الحديث رحمه الله واسكنه فسيح جناته.

نقاط خاصة

* خرج الأهلي خاسرا ومكسورا، إلا أن رمزه الراقي خالد بن عبدالله وبروشته علاج سريعة استقبل الفريق فجرا، وسيكون ذلك لقاحا لبطولة قريبة.

* في النهائي كل شيء كان جميلا، فيه الوفاء والتقدير، ولكن تشريف “أمير الأمن” محمد بن نايف كان تكريما للرياضيين إذ أضفى بروحه وبشاشته وتواضعه جمالا خاصا للنهائي.

* لعب الهلال والأهلي مباراة رائعة وانتصر فيها اليوناني، وظفر محمد جحفلي بالنجومية المطلقة للقاء.

الكلام الأخير:

قمة الحياد إنصاف من يستحق.

10