متى نكون مثل برشلونة؟

تنتهي المباريات المحلية بسلبياتها وإيجابياتها، وبعدها بدقائق تتجه أنظارنا إلى الملاعب الأوروبية مابين الدوري الأسباني والإيطالي والانجليزي، مستعينين بالقنوات الفضائية الناقلة التي باتت بالنسبة لنا منقذا ومتنفسا، ما أعنيه هو أن هذا التحول أو الانتقال من محلي إلى أوروبي يبعث على الراحة والسعادة أحياناً والألم أحياناً كثيرة. فشخصياً عندما أشاهد مثلاً برشلونة الفريق الأسطورة ولاعبوه يسيرون الكرة بطريقة مبهرة ويتناوب نجومه على تقديم دروس وفنون في عالم الكرة، أزداد إيماناً بأننا لازلنا نحبو واحترافنا يعيدنا للوراء، فالفوارق الفنية كبيرة جداً في التكنيك والتكتيك والانتشار، وتوزيع الجهد وروح التعاون بين المجموعة، ناهيكم عن حرص طرفي اللقاء على عدم خروج الكرة من مستطيل التحدي بعكس معظم لاعبينا الذين يلجؤون للتشتيت وإبعاد الكرة ربما إلى خارج ملعب المباراة بمبدأ السلامة والعجز، وانا هنا لا أحلم ولكن بطموح مشروع وعطفا على ما يصرف وصرف على الكرة لدينا كان بالامكان ان نصبح افضل، كنا في فترة من الفترات نتعشم بمجاراتنا للفرق العالمية خصوصا بعد أن حضر المنتخب السعودي في كأس العالم أربع مرات وهزمنا البلجيك وأحرجنا غيرهم، ولكن اتضح أن ذلك كان نتاجا لفورة حماس واجتهاد وقتالية ألغت من خلالها الفوارق الفنية المنطقية وعادت الأمور إلى طبيعتها بمرور الأعوام لاسيما وأن احترافنا طبق بأسلوب الهواة فخسرنا الملايين والنجوم، وبات العمل بدائيا والأخطاء مكررة، مدربون يُسرحون بالجملة، وأجانب ماركة “ابوريالين” بفضل السماسرة يحضرون، ومن ليس لهم علاقة بالكرة باتوا يديرون شؤونها فالعقاري والممرض والمعقب والشريطي والمليص والسباك، جميعهم مؤهلون للإدارة في أنديتنا المحترفة وتقويم وتشخيص الحال بمسمى (إعلامي) حتى انتكس الحال وتاه مسيرو الكرة في التشخيص والتقويم، وباتت مواسمنا الكروية مكررة الأحداث تعكس فوضى لجان وصراخ إداريين واعلاميين ليل نهار، وحالنا “محلك راوح”، وهذه الأيام لاحت في الأفق بوادر أمل لتعديل الأوضاع ممثلة بخصخصة مجموعة من الأندية، ولكن شخصياً لست متفائلا لأن المرحلة تتطلب فكرا إداريا متخصصا كان بالإمكان تأهيله خارجياً من مقام الرئاسة والأندية قبل اعوام، ولكن هذا لم يحدث، ولا يزال الأمر متاحا لتحقيق ذلك ولكن على عجالة من دون تسويف لأن الفكر الحالي في الأندية غير مؤهل نهائياً، ونظلم أنفسنا لو نفذنا المشروع لأنه سيفشل كما فشل الاحتراف كونه طبق بفكر لا علاقة له بالعمل الاحترافي نهائياً.

ولأنني طرحت برشلونة في بداية الموضوع كمثال لكرة القدم المتطورة الممتعة فمن الأجدر أن أبرهن بالأرقام ما حققه هذا الفريق “الكاتالوني” في دوري هذا الموسم حتى الآن، فبعد أن لعب 22 مباراة فاز في 17 وتعادل في ثلاث وخسر اثنتين فقط مسجلاً 56 هدفا وعليه 17 بمعدل استحواذ على الكرة بلغ 61% ومعدل تمريرات ناجحة بلغ 86% ناهيك عن خوضه 29 مباراة متتالية في جميع المسابقات من دون هزيمة والمستقبل حتماً سيكون أجمل بكثير خصوصا ان بين صفوفه الرباعي “ألأفضل” ميسي وانيستا ونيمار وسواريز.

الكلام الأخير:

خاب الظن في كثير، ولكن بالله لن يخيب.

9