انتبهوا ..أخضرنا في مهمة وطن

سلطان الزايدي
لا أحد يستطيع أن يتجاهل أهمية النقد ومدى الحاجة له في تقويم وتقييم أي عمل، ومن لديه حرصٌ وغيرةٌ على المصلحة العامة في هذا الوطن في كافة المجالات لا ينبغي أن يصمت متى ما وجد ما يستوجب النقد، لكن التركيز على الجوانب السلبية بشكلٍ مستمرٍ وإرسال إيحاءات على أن المجتمع أو النظام أو الأجهزة المعنية بخدمة المجتمع تعاني على الدوام من النقص والفشل لا أظنه أمراً منطقياً، وكأن المجتمع الإعلامي جُبِل على الكتابة والحديث فقط عن السلبيات وترك الإيجابيات التي هي الهدف المنشود من وراء أي عملٍ يبتغى منه خدمة الناس والمجتمع، فالفكر السوداوي لن يفيد في مسيرة التنمية والتطوير، والصمت أيضا لن يخدم هذا المنهج، والاعتدال في الطرح سيكون أكثر فائدةً في التعاطي مع كل ما يخدم الناس والمجتمع.

إن الحديث بشكلٍ عامٍّ يعطي الفكرة عن أي موضوع يطرح إيضاحاً يستهدف كل مشغلات الدولة، لكن تخصيص الأمر بمجالٍ معينٍ على أن يكون صورةً مصغرةً لما يحدث عبر المنابر الإعلامية بكل تفريعاتها في كل مجالات الدولة التي تتعرض للنقد المستمر يجعل الأمر أكثر وضوحاً، ففي رياضتنا وتحديداً الموضوعات التي تتعلق بكرة القدم نلاحظ بعض هذه الأشياء، ولعل أقرب مثالٍ ما يحدث على صفحات صحفنا وبعض البرامج الرياضية، من حديثٍ ونقدٍ سلبيٍّ تماماً عن المنتخب السعودي الأولمبي الذي يخوض هذه الأيام غمار بطولةٍ مهمةٍ هي بطولة الأمم الآسيوية المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية 2016 في ريودي جانيرو، ولا أفهم ما السرّ في طرح نقدٍ لا يفيد في هذا التوقيت، خصوصاً وأن منتخبنا لم يكن قد بدأ المشاركة في البطولة، فمن يتحدث عن سوء الإعداد وعدم منطقية البرنامج المعد للبطولة لا أظنه يقدم عملاً جيداً في هذه الفترة للمنتخب، فالنقد الجيد المفيد يعتمد على اختيار التوقيت المناسب، وليس من المعقول أن ننتقد عملاً قبل أن تظهر نتائجه، ولو أن المنتخب السعودي عاد من البطولة لم يقدم شيئاً ولم يحقق كأس البطولة، ربما الجميع ينتظر منه رأياً ونقداً لما حدث، لكن قبل البداية ليس في الأمر ما يستوجب أن نتحدث عنه، بل من الواجب الدعم والمؤازرة حتى نرفع من الروح المعنوية لنجوم المنتخب، فما كُتب في الأيام السابقة من نقدٍ للمنتخب السعودي الأولمبي لا يخدم منتخبنا إطلاقا، وكأننا نقدم أعذاراً جاهزةً للاعبين إذا ما حضر الإخفاق؛ وبهذا نقتل روح الطموح لديهم، وبدل أن نعزز هذا الجانب نقتله دون أن نشعر بما نفعل، وليست هذه المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا النقد، فقد اعتادت منتخباتنا الوطنية -منذ أن بدأت تتخلى عن مكانتها كمنتخبات قوية تملك سجلاً حافلاً من البطولات- فما إن تقترب منتخباتنا على دخول أي منافسةٍ كرويةٍ إلا ووجدت من يظهر وبشكلٍ متكررٍ يتحدث عن جوانب سلبية، وكان من الأجدر أن يمنع أي حديثٍ سلبيٍّ يضرّ بمصلحة منتخباتنا، وأن يؤجل طرحه حتى الانتهاء من المشاركة في البطولة.

كل الأمنيات بالتوفيق لمنتخبنا الأولمبي المشارك في بطولة كأس آسيا في قطر، فالشعب السعودي المهتم بالرياضة وغير المهتم يتمنى أن يشاهد أخضرنا في دورة الألعاب الأولمبية 2016 في ريودي جانيرو، فالوطن يستحق ذلك ..

ودمتم بخير،،،

سلطان الزايدي

zaidi161@

9