ملاعبنا بحاجة ريفلينو جديد

طارق ابراهيم الفريحفي نهاية السبعينات استقبلت ملاعبنا ظاهرة كروية عالمية تمثلت في اللاعب البرازيلي روبرتو ريفلينو والذي لعب عدة مواسم مع نادي الهلال.. فهي ظاهرة لم تكن لمستواه أو لشهرته الواسعة أو ما حققه من إنجازات فقط وإنما لما حمله من فكرا جديدا في ملاعبنا وقيمة عالية وإثارة حقيقية كانت كفيلة بإحداث نقلة نوعية على مستوى كرة القدم السعودية.. ريفلينو شارك من قبل في ثلاث مونديالات ورفع كأس العالم عام 1970 ولعب أكثر من مئة وأربعين مباراة دولية وسجل 43 هدف دولي وهو مشهود له بأفضلية تسديد الكرات الثابتة والتمريرات الحاسمة واختراع الحركة الكروية الشهيرة “الفيلب فلاب”.
حقيقة لقد تغير “بسبب هذه الظاهرة” الكثير في فكر العديد من اللاعبين في تلك الفترة.. تغيرت معها اللمسات ودقة التمرير وطريقة تنفيذ الكرات الثابتة.. بالإضافة إلي الالتزام والانضباط والقيام بالأدوار بالشكل الايجابي وإحساس الشارع الرياضي بأن اللعب مع أو ضد ريفلينو أو حتى مشاهدته عن قرب هو بحد ذاته إضافة بالتأكيد سيكون لها مردودا على الجميع.. لذلك كان لتواجده بصمة واضحة في ملاعبنا ومكسب كبير حتى على الجماهير والإعلام.
هنا عندما نتحدث عن اللاعب المحترف الأجنبي ندرك تماما أنه يمثل دورا أساسيا وفعالا وتأثيرا وقيمة فنية قد تمثل نصف قوة الفريق ويعطي انعكاسا مؤثرا على الشارع الرياضي.. لذلك نناشد أنديتنا استقطاب محترفين أجانب حسب رؤية فنية وخبرة ميدانية ودراية واسعة وتقدير حاجة الفريق والاستفادة من التجارب السابقة وعدم الاندفاع خلف اسم أو جنسية معينة أو التنافس على لاعب واحد أو الوقوع في فخ السماسرة.
أعتقد أننا بحاجة ماسة اليوم إلي إعادة تجربة بحجم تجربة ريفلينو تناسب هذا الفترة وهذا الجيل وعصر الاحتراف والاستفادة منها لتنعكس على ثقافة وفكر لاعبينا في وقت أصبح فيه الانضباط والالتزام والحضور والعطاء وتطوير الذات أمورا هامة في الرياضة.
طارق الفريح
تويتر TariqAlFraih@

9