رئيس لجنة الأوقاف: على الجمعيات المسارعة في إيجاد أوقاف لها نظير تناقص الداعمين بوفاتهم

20151019223411أكد رئيس اللجنة الوطنية للأوقاف بمجلس الغرف السعودية بدر بن محمد الراجحي أنه في ظل تراجع دعم الأفراد للجمعيات وتوسع الجمعيات في الحجم أو بالتطوير بالعمل المؤسسي أصبح لزاما على كل جمعية أن تسعى لإيجاد وقف تستند عليه لتغطي مجال عملها خصوصا مع تواجد الداعمين الأفراد المستمرين بالدعم من فترات طويلة ولكنهم يتناقصون بوفاتهم وبالتالي يشكل هذا التراجع تهديد على الجمعيات.
مشيراً إلى أن بعض الجمعيات بالسعودية سطرت قصص نجاح تستحق أن تدرس في الجامعات وأن تكون قدوة لغيرها ممن لازالت في ببداية الطريق.
جاء ذلك خلال ورقته التي قدمها في ملتقى (أثر الأوقاف في دعم واستمرار الجمعيات الخيرية) الذي نظمه مساء أمس نادي المسؤولية الاجتماعية بجامعة الملك سعود وجمعية الأطفال المعوقين. شارك فيها متحدثاً كل من:وكيل وزارة الشؤون الإسلامية المساعد لشؤون الأوقاف الشيخ سعد بن صالح اليحيى، ونائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله الهذلول، والتي أدارها الإعلامي محمد الدخيني.
وقال الراجحي إن انتشار ثقافة الأوقاف بحمد الله بدأت تنمو خلال السنوات الأخيرة، والتميز هو ظهور أوقاف قدمت الجانب المشرق والمتميز في الاستثمار والتنمية الاستثمارية وكذلك في تنوع الدعم الخيري الذي ينبني على ملامسة حاجة المجتمع وذلك بعدما تفهم الكثير من الموقفين ضرورة عدم تحجيم مصارف الوقف وكذلك جعل النظارة على الوقف لشخصيات متعددةومتنوعة ومحترفة إداريا مما خلق فكر عالي في تلمس الأكثر تأثيراً في المجتمع والعمق في المصارف الخيرية .

وأكد الراجحي أننا نحتاج الكثير من ثقافة الأوقاف بالمجتمع بداية من النشأ وحتى كبار السن في أهمية مشاركة الجميع في الأوقاف لما لها من أجر عظيم من الله عز وجل .. إذ أن أعظم الصدقات الوقف، وأعظم الأجر في الأوقاف هي التي تلبي الحاجة الماسة للمجتمع .
وبين بدر الراجحي أن البيئة لنشر ثقافة الوقف متوفرة كون المجتمع فيه خير عظيم ومحب للخير ونحن شعب متدين وإعلامنا هم أبناء الوطن ويهمهم تلبية حاجة المجتمع من معاقين وغيرهم ولازلنا في بداية المشوار في تطوير البيئة لنشر ثقافة الأوقاف، وإن دور قطاع التعليم أساس أي علم ولابد من السعي الحثيث لنشر تلك الثقافة عبر التأسيس من قبل القطاع، وإن اعتماد إنشاء هيئة الأوقاف التي ستأخذ على عاتقها نشر ثقافة الوقف، من خلال الدورات والندوات والطرح الإعلامي. حيث أن مصدر دخلهاسيعد أعلى دخل لهيئة حكومية، كما أن النظام المتوقع اعتماده لها سيخولها بإذن الله تسخير تلك الأموال لعمل كبير جدا في تطوير بيئة الأوقاف .
وعن رؤيته لمستقبل الأوقاف في السعودية أكد بدر الراجحي أن المستقبل للأوقاف كون بلادنا تزخربأصحاب ثروات، كثير منهم مقدمون على إثبات أوقاف لهم، ومن أثبت منهم وصية يكون له بها وقف بعد ممات أكثر من الذين أوقفوا. وهذا مؤشر أن المستقبل بإذن الله فيه خير عظيم والجمعية المميزة هي التي تقتنص الفرصة لإقناع أصحاب الثروات في أوقاف تلك الجمعية.
وتطرق الراجحي للحديث عن أثر الأوقاف في دعم الجمعيات قائلا: لازال أثر الأوقاف ضعيفاً مبيناًعدداُ من أسباب هذا الضعف أولها: ضعف بعضأجهزة تنمية الموارد المالية بالجمعيات الخيرية وذلك لعدم تفرغ كثير منإدارات تلك الجمعياتأو أن يكونوا ذيتوجه تنموي ضعيف.وقد يكون بسبب عدم تفريغ موظفين لتنمية الموارد المالية.. أوعدم وجود حوافز لهمأو أن يكونوا من غير ذوي الاختصاص.
وأشار إلى أن غالب تلك العوائق من الداعمين أنفسهم كونهم لا يقبلون أن يكون جزء من تبرعهم عائداً على موظفين الموارد المالية من رواتب وحوافز، علماً أن مشاركة الداعم في ذلك فيه أجر عظيم كونه يصرف مبلغ بسيط ويكون تأثيره كبير في تنمية أموال الجمعية … مؤكدا أن أوقاف والده الشيخ محمد الراجحي رحمه الله لها تجربة في ذلك.
وحول حجم الأوقاف بالجمعيات ونموها أوضح بدر الراجحي أن غالب القطاعات لدينا تفتقر إلى الإحصاء والمعلومات هي التي تخلق الفرص وتؤثر على صاحب القرار .
وقدم الراجحي مقترحا بأن ترفع توصية لمعالي وزير الشؤون الاسلامية وكذلك وزير الشؤون الاجتماعية لعمل حصر الأوقاف ونوعيتها ونموها وغيرها من المعلومات التي تحرك الكل بناء على أرقام وحقائق عملية ومن فوائد ذلك تسليط الضوء والدراسات على التجارب الناجحة.
وقال الراجحي أنه لا بد من تحديد آلية وقف الجمعية ومن المهم تحديد قيمة الوقف المزمع إقامته بحيث يغطي ربحه التبرعات الفردية لتكون قادرة على العمل دون حاجتها للمتبرعين لاحقا.
وبين أننا نعيش في زمن هو الأرخص في تكلفة التمويل والأسهل وهي فرصة للجمعيات الي السعي نحو تغطية ٢٠٪ أو ٣٠٪ من مواردها والباقي تحصل على تمويل إسلامي.
مشيرا إلى أن الظهور الإعلامي للجمعيات مهم جدا من خلال مشاريعها وجهودها وتأثيرها بالمجتمع مشيرا إلى أن القليل من الجمعيات تحترف تنمية أوقافها من خلال الإعلام وهذا باب تم تجربته من عدة جمعيات وحقق نتائج باهرة في دعم أوقافها . مؤكدا على ضرورة اقتناص فرص سنوية لعمل مناسبات تجمع شخصيات كبيرة.
وقال إن هناك الكثير من الشركات تبحث عن فرص للمساهمة الاجتماعية ولذا فإن دور الجمعيات هو الوصول إلى أصحاب القرار بتلك الشركات للمساهمة ضمن مسؤولياتهاالمجتمعية.
مؤكداً أهمية دور مجالس الإدارة وأثرها مما يحتم ضرورة أن تكون تلك المجالس بالقوة الكافية لمجابهة التحديات .

21