السذاجة في زمن الخبث!
خالد السليمان

خالد السليمان

سامحوني، سأستخدم وصفا قد يبدو سلبيا وقاسيا لكنه سيكون إيجابيا ورحيما إذا أردنا أن نجد عذرا أو مخرجا لمن برروا الانتقادات الإيرانية التي وجهت لوطنهم متقمصة الصالح العام بينما تلبستها الأهداف السياسية والنوايا العدوانية!
فـ «الساذج» وحده من يحسن الظن بنوايا النظام الإيراني ومن يدور في فلكه من عرب دكاكين الشعارات، والساذج وحده من يرى حسنا في نوايا تعرت تماما وباتت تنضح بما يختلجها من كراهية واستهداف على المكشوف!
أما من أرادوا أن يقدموا لنا دروسا في أن الاعتراف بالمشكلة أساس حلها، فإنني لا أعرف أحدا من المسؤولين أو المواطنين أنكر وجود المشكلة أو برأ أحدا من المسؤولية، فالتحقيقات جرت على أعلى المستويات وعلى كل المستويات، والجدية التي أظهرتها الدولة في التعامل مع حادثة الرافعة تبدو حاضرة أيضا في حادثة تدافع «منى»، فالهدف هو الوصول إلى الحقيقة وتحديد الأسباب الفعلية التي أدت لهذه الكارثة الدامية المؤلمة!
إن المواطنة ليست في الدفاع عن الوطن ظالما أو مظلوما كما يتهمنا البعض، بل في التصدي لعدو كشر عن أنيابه والوعي بنوايا عدوانية باتت مكشوفة ومسمومة، كما أن تقمص ثوب المثالية في وقت حرج يتعرض فيه الوطن لأشد الحملات شراسة والمؤامرات خبثا أمر لا مكان له، فنحن نخوض معركة لا مكان فيها للسذاجة!.

11