فضائح الفساد تدوي مجدداً في اروقة الفيفا

فيفا 4سيتشكل مستقبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من جديد يوم غد الاثنين حين تجتمع اللجنة التنفيذية لتحديد موعد لانتخابات الرئاسة ومناقشة الإصلاحات المقترحة بالمنظمة التي فقدت مصداقيتها.

وفي حالة تحديد الموعد في شهر ديسمبر سينطلق السباق الانتخابي ولكن بشكل محبط للمرشحين حيث يتبقى أقل من شهر واحد للإعلان عن ترشحهم رسميا وجمع أوراق دعم من خمسة اتحادات على الأقل.

ويعيش الفيفا فترة تخبط منذ أعلن الرئيس سيب بلاتر استقالته في الثاني من يونيو الماضي بعد أربعة أيام فقط من انتخابه لفترة خامسة وقبل أن يتم الإعلان عن إجراء الانتخابات لاختيار بديل بين ديسمبر وفبراير.

وقال بلاتر مرارا إنه لن يترشح وإذا لم ينقض وعده كما فعل في 2011 فإن الفيفا سيحظى برئيس جديد للمرة الأولى منذ 1998.

ويتعين على المرشحين الإعلان رسميا عن الترشح وتقديم أوراق الدعم قبل أربعة أشهر من إجراء الانتخابات.

ويكتنف الغموض السباق الانتخابي خاصة مع تواري أقوى المرشحين مثل الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي والمرشح السابق الأمير الأردني علي بن الحسين عن الأنظار.

وتجنب بلاتيني الظهور الإعلامي في أحداث عامة مثل الاجتماع الأخير للجنة التنفيذية بالاتحاد الأوروبي في براج حيث ترك جياني إينفانتينو الأمين العام ليظهر في المؤتمر الصحفي.

ورغم النظر إليه دوما كخليفة لبلاتر فإن المسؤول الفرنسي – أحد أكثر منتقدي بلاتر حاليا – أوضح في السنوات الماضية رفضه التخلي عن رئاسة الاتحاد الأوروبي.

ويتعين في البداية على اللجنة التنفيذية للفيفا تحديد موعد الانتخابات في اجتماعها غدا.

ويمثل الاتحاد الأوروبي أكبر كتلة قارية في اللجنة التنفيذية للفيفا بثمانية مقاعد من إجمالي 25 مقعدا ويبدو مؤيدا لإجراء انتخابات مبكرة في ديسمبر وبدء الإصلاحات في أقرب وقت.

وقال فولفجانج نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني خلال اجتماع الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي: “نحن ندعم بوضوح الرأي الداعي للقيام بالأمور في أسرع وقت ممكن وهذا يعني قبل نهاية العام.”

وأضاف إينفانتينو “خارطة الطريق تم وضعها. اجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا سيعقد يوم 20 يوليو وسيتم اختيار موعد محدد للانتخابات وستتضح المزيد من الأمور. لكن الموعد الأقرب أفضل لمصلحة الفيفا ولكرة القدم.”

ويرى بلاتر أن الانتخابات في ديسمبر ستتعارض مع كأس العالم للأندية التي ينظمها الفيفا وستقام في اليابان لذا فإنه يفضل أن تكون الانتخابات في يناير.

وغاب بلاتر وجيروم فالك الأمين العام للفيفا عن الحضور في البطولات الأخيرة التي نظمت تحت رعاية الفيفا مثل كأس العالم للشباب تحت 20 عاما وكأس العالم للسيدات ورغم ذلك مرت البطولتان بسلام.

وخلال اجتماع غدا ستناقش إصلاحات مقترحة وتقديم توصيات للجمعية العمومية للاتحاد.

وقال دومينيكو سكالا الرئيس المستقل للجنة المراجعة والتحقق في الاتحاد الدولي إن هذه الإصلاحات قد تشمل تغيير طريقة اختيار أعضاء اللجنة التنفيذية، إضافة إلى اختبارات النزاهة ما قد يخلق صداما جديدا مع الاتحاد الأوروبي.

وكان بلاتر ألقى باللوم على الاتحاد الأوروبي لرفض إصلاحات مشابهة في الماضي لكن الأخير نفى ذلك.

من جهة اخرى أكد مدعي عام نيويورك ان جيفري ويب النائب السابق لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد وصل الى الولايات المتحدة حيث يتهم بفضيحة فساد كبرى تضرب المنظمة الرياضية العالمية، لكن لم يتم تحديد موعد محاكمته بعد.

وفي جلسة استماع لارون دافيدسون، احد المتهمين الـ 14 في هذه القضية في محكمة بروكلين الفدرالية في نيويورك، سأل القاضي ريموند ديري النيابة العامة اذا كان جيفري ويب، الذي سلمته سويسرا الى الولايات المتحدة الخميس، سيظهر “قريبا” امام المحكمة.

وأجاب مساعد المدعي العام الفدرالي ايفان نوريس: “سيدي، ليس لدينا اي موعد بعد”.

وسأل القاضي: “هل هو في الولايات المتحدة؟”، وهي معلومات رفضت السلطات تأكيدها حتى الآن، اجاب المدعي العام: “نعم، هو كذلك”، مؤكدا ان ويب قد وكل محاميا امريكيا.

ومن بين المتهمين رجل الاعمال ارون دافيدسون، الرئيس السابق لشركة ترافيك سبورتس فرع الولايات المتحدة، الذي كان يشتري ويبيع الحقوق التجارية والاعلامية للمباريات، وهو كان حاضرا في جلسة الاستجواب يوم الجمعة.

واوقف دافيدسون في 27 مايو في فلوريدا، قبل ان يطلق سراحه ويوضع قيد الاقامة الجبرية لقاء كفالة قدرها 5 ملايين دولار امريكي، ويحاول التفاوض حاليا للتوصل الى اتفاق مع المدعي العام بحسب وثائق قضائية.

وتم تحديد جلسة استجواب اخرى في 18 سبتمبر المقبل، واشار القاضي الى ان متهمين آخرين قد يصلون الى نيويورك في هذا الموعد الجديد.

وبحسب القضاء الامريكي، فان دافيدسون وشركته دفعا اكثر من 7 ملايين دولار امريكي لجيفري ويب من اجل الحصول على حقوق حصرية لبطولات كرة قدم.

وكان ويب (50 عاما)، من جزر كايمان، رئيسا لاتحاد كونكاكاف حين اعتقاله، ورشحه البعض قبل ذلك لخلافة السويسري جوزيف بلاتر في رئاسة فيفا على اساس خططه الاصلاحية لمكافحة الفساد خصوصا في اتحاده القاري الملطخ بفضائح الترينيدادي جاك وارنر والامريكي تشاك بليزر.

وكان القضاء السويسري أعلن اول من أمس الخميس ان احد اعضاء الاتحاد الدولي (فيفا) السبعة الموقوفين لدى بلاده بناء على طلب السلطات الامريكية، سلم الى الولايات المتحدة في 15 تموز/يوليو الحالي: “تم تسليمه الى 3 رجال شرطة امريكيين في زيوريخ ورافقوه الى نيويورك”.

وكان ويب عارض في الاستجواب الاول عقب اعتقاله في 27 مايو عشية الانتخابات الرئاسية للفيفا، تسليمه الى الولايات المتحدة. لكنه غير رأيه في التاسع من يوليو ما دفع الحكومة السويسرية الى منح الضوء الاخضر لترحيله في اطار اجراء مبسط.

واوضحت السلطات السويسرية ان نيابة الاقليم الشرقي لنيويورك تتهم الشخص الذي تم تسليمه الى الولايات المتحدة بالموافقة على مشاريع تجارية رياضية وحصل على رشاوى بعدة ملايين الدولارت مقابل حقوق تسويقية.

وكشفت ايضا “ان هذه الامور تتعلق بتصفيات كأس العالم وبطولات قارية في امريكا الشمالية وامريكا الجنوبية”، مشيرة الى ان “هذه الممارسات تضر ماديا باتحادين قاريين وبالفيفا وباتحادات وطنية عدة”.

وقال متحدث باسم وزارة العدل السويسرية رافايل فراي ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان استجوابات الموقوفين الستة الآخرين “جارية”.

وفي نفس الصدد ألقي القبض على رئيس الاتحاد البوليفي لكرة القدم وأمين صندوق اتحاد امريكا الجنوبية كارلوس تشافيز بسبب تهم فساد الجمعة.

ويواجه تشافيز اتهامات “بفساد مزعوم في ادارة الموارد الداخلة الى بلادنا”، ومعه ثلاثة مسؤولين رياضيين آخرين.

وكان مسؤول قضائي قال الشهر الماضي ان الاداريين الاربعة تم التحقيق معهم بشأن جرائم مختلفة، بما في ذلك الاساءة الى مناصبهم، تبييض اموال غير مشروعة، اساءة استخدام النفوذ، وتنظيم الجرائم. وخضع تشافيز لاستجواب دام 8 ساعات من قبل المحققين.

وألقي القبض ايضا على امين عام الاتحاد البرتو لوسادا بسبب تلاعبه بنتائج مباريات دولية.

واتهم عدد من المسؤولين الكبار في اتحاد أمريكا الجنوبية من قبل القضاء الامريكي بقضايا فساد وابتزاز ورشاوى وتبييض اموال، اسفرت عن اعتقال واتهام عدد كبير منهم خلال كونغرس فيفا الاخير في ايار/مايو الماضي في زيوريخ، ما دفع رئيس الباراغواي هوراسيو كارتيس الى التصديق على قانون جديد الشهر الماضي يرفع الحصانة عن الاتحاد القاري الذي يتخذ من بلاده مقرا له، فاتحا الباب امام مداهمات محتملة للشرطة في اطار فضائح الفساد التي تعصف بمسؤولي كرة القدم الدوليين.

وكان مجمع الاتحاد القاري الفاخر على مساحة 40 هكتارا (400 الف متر مربع) قد حصل على حصانة تمنع الشرطة والقضاء من اجراء تفتيشات بحكم اتفاق شبه دبلوماسي مع الحكومة الباراغويانية عام 1997.

ومن بين المتهمين في امريكا الجنوبية، يبرز الباراغوياني نيكولاس ليوز وخلفه الاوروغوياني اوجينيو فيغويريدو في رئاسة الاتحاد القاري بالاضافة الى الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي جوزيه ماريا مارين والفنزويلي رافايل ايسكيفييل.

11