“العالمية صعبه قويه” ..حقيقة أم إسقاط؟

عبارة “العالمية صعبه قويه“ ليست عبارة تقال جزافاً بل هي حقيقة دامغة تعبر عن مدى صعوبة المنافسات الآسيوية و التي تؤهل فارسها لتمثيل القارة في مونديال كأس العالم للأندية. و رغم أن هذه حقيقة و نسلم بها جميعا إلا أننا لا نعلم السبب الذي يدعوا بعض المسئولين و الإعلاميين و أيضاً بعض الجماهير للغضب عند سماعها بدلاً من أن تكون حافزاً لهم لبذل جهد أكبر لتحقيق المنجز الكبير.

هل تذكر هذه الجملة البعض بالإخفاق المستمر و المتوالي على الصعيد القاري و هذا مجرد تساؤل نطرحه لعلنا نصل في النهاية لتفسير منطقي. أم هذه العبارة هي ما يولد و يرسخ عقدة “النقص” لدى البعض كون المنافسات القارية لا يحققها إلا من هو جدير بذلك بعكس المنافسات “المحلية” و التي تحكمها الكثير من العوامل داخل الميدان و خارجه.

من خلال تعليقه على مجريات لقاء الإياب بين النصر و الشباب لم يكن يدور بخلد المعلق الإماراتي الجميل عدنان حمد أن نطق عبارة ” العالمية صعبه قويه” سيحدث كل هذه الضجة المفتعلة. “العالمية صعبه قويه” و أن كانت عبارة بسيطة في تركيبها إلا إنها أسقطت العديد من الأقنعة عن شخصيات إعلاميه طالما كانت و لازالت تتغني بالحياد و تتزين به. اليوم يزيل عدنان حمد كل ذلك الزيف بجمله لم يكن يقصد بها سوى التغني بهدف السهلاوي نجم النصر“العالمي”.

ما بين “الاستقلالية” و “الوصاية” فوضى نرفضها

نؤمن بأن لكل معلق الحق في التعبير عن الفرحة بالأهداف داخل إطار الحياد. و طالما أعطى المعلق الفريقين حقهم في الوصف و التعليق يبقى للمعلق حرية اختيار العبارة اللائقة و كيفية طرحها و التوقيت الملائم لذلك. هنا نتكلم عن مبدأ “الاستقلالية” الذي يعتبر جزأ لا يتجزأ من أعراف التعليق و أدبياته. لذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال فرض “الوصاية” على المعلقين و سرد التوجيهات لهم بل على العكس يجب إعطاء المعلق المساحة الكافية للإبداع و الإمتاع بدون أي شرط أو قيد. و يبقى الحكم و التقييم في نهاية الأمر للمشاهد.

إذاً التعليق و إن لم يؤثر على نتيجة المباريات إلا إن التدخل و التداخل فيه من الأمور الشائكة في كرة القدم و ينطبق عليه تماما ما ينطبق على التحكيم. فكلاهما لا يقبل الوصاية و حتى لا تصبح كرة القدم أشبه بالفوضى . يجب أن يبقى التعليق و التحكيم مستقلين بعيداً عن أي مؤثرات أو توجيهات قد تساهم في ميل كفة طرف ما على حساب أطراف أخرى و هذا يتنافى مع قيم و أخلاق كرة القدم في كل مكان.

عدنان و عامر .. والإعلام إياه

بالتأكيد لا يرضينا نحن في سبورت و أيضاً يشاركنا الرأي العديد من الصحف و الأقلام الحرة النزيهة ما تعرض له المعلقان الرائعان عدنان حمد و عامر عبد الله من إساءة و هجوم و محاولات تشكيك تبنتها ثلة من أقزام الإعلام. تلك المجموعة التي صيرت من الإعلام أداه لتمرير أهداف لا تخدم في نهاية المطاف الرياضة السعودية بل هي تلوث كل جميل فيها. فئة لا تريد أن يكون للمبدعين موطئ قدم في الإعلام السعودي و لعل الإبداع في منظورهم هو كل ما يسهم في تحقيق أهدافهم و رغباتهم فقط.

قدم المبدعان عدنان و عامر في الأشهر القليلة من خلال القناة السعودية الرياضية صوره مشرقه للصوت الخليجي المحايد و الذي نفخر به تماما كفخرنا بكل من يمثل خليجنا الكبير. و نحن لا نشك أبدا بأن عدنان و عامر هم أحد رموز التعليق المنصف و الذي لا يحيد لطرف دون آخر إرضاء لفلان أو تقرباً لأياً كان. الآن و بعد ما صبر و تحمل الكثير من الحملات المدبرة رحل عامر عبد الله انتصاراً لنفسه و كرامته و قد يلحق به عدنان حمد و هؤلاء الاثنان ليسوا إلا مجرد أمثله حيه لمبدعين قبلهم ابتعدوا قسراً و آخرين سيُبعدون طالما يوجد هناك من يوصف أبناء الخليج الواحد “بالأجانب” فقط لاختلاف في الرأي أو لاختلاف في التوجه.

من طالبوا اليوم بإبعاد عامر و عدنان و نادوا “بسعودة” التعليق كما يظنون هم أنفسهم من اجبروا بالأمس عبد الله الحربي على الاستقالة  و أي تناقض هذا. للأسف هؤلاء لا يعون معنى الوحدة الخليجية التي نحلم بها جميعا و يسعى لها قادتنا حفظهم الله. و هؤلاء مع شديد الأسف لا يدركون أن القلم و الصوت الإعلامي هو بالأساس ائتمان قبل أن يكون امتهان و هو ضمير حر و ليس ضمير غائب. الإعلام يا هؤلاء مصداقية لا يعترف بميول. الإعلام لغة الحق و كشف الباطل و ليس العكس.

إن لم تستح فاصنع ما شئت

لماذا هو النادي الوحيد الذي ثار كل المنتمين إليه لمجرد عبارة عابره. لماذا لم نرى تصريح فضائي من محمد الشيخي مدير المركز الإعلامي للنادي الأهلي يرد فيه على ذلك على الإسقاط – كما يراه الغاضبون- مع العلم بأن الأهلي أيضاً لم يصل لكأس العالم للأندية. لماذا لم نرى مقالاً للكاتب الشبابي المعروف طلال آل الشيخ ينتقد فيه عدنان حمد و يصف العبارة السابقة “بالمقصودة” و الشباب أيضا لم يحظى بالمشاركة العالمية. لماذا لم يخرج حمد الدبيخي محلل القناة السعودية الرياضية و اللاعب الإتفاقي السابق عن كل نصوص الأدب و اللباقة و يصف عدنان حمد أو عامر عبد الله “بالأجانب”. لماذا ذلك النادي و من ينتمي له فقط من يشذ عن القاعدة دوما و “تزرق” أعينهم بداعٍ أو بدون داعٍ غضباً و ألماً و يأتون بما لم يأتي به غيرهم من ردود أفعال أقل ما يمكن أن نصفها بأنها “عيب”؟

الجواب و باختصار شديد يتمثل في الحديث النبوي الشريف “إذا لم تستح فاصنع ما شئت” و هذا ينطبق على كل هاج و ماج بسبب عبارة لمن تكون في السابق تتعدى حدود المدرجات و الجلسات الأخوية. إن لم تستح فقم بالاتصال بصفتك الرسمية على مسئولي القناة السعودية الرياضية لكي لا يعلق عدنان حمد على مباريات فريقك. إن لم تستح فاعتمد على كتاب الأعمدة معدومي الضمير للنيل من عامر عبد الله واتهامه بالتعليق من منزله كذباً و تلفيقاً. إن لم تستح فاستخدم نفوذك لتحريك أدواتك الإعلامية من أجل تغطية فشلك المستمر عن طريق إقصاء المبدعين.

سبورت لها وقفه

نريد نحن في ختام هذا التقرير بأن نقدم خالص شكرنا للقديرين عدنان حمد و عامر عبد الله على حضورهما الرائع و الذي استمتعنا به كثيرا من خلال تعليقهم على مباريات دوري زين و المنافسات الكروية السعودية ككل. و نحن بدورنا نؤكد بان ما تم ترويجه في الأيام السابقة عنهما هي مجرد اتهامات مردودة على من روجها و على من سعى لرواجها و هي بالتأكيد لا تمثل الوسط الرياضي السعودي و لا تعكس الحب و التقدير الكبيرين الذي يكنه لهما المتابع الرياضي السعودي بمختلف الأعمار و الميول. شكرا من الأعماق لعامر عبد الله و شكرا من الأعماق لعدنان حمد

17