موعد مع التاريخ!!

 غداً يسدل الستار على الموسم الكروي بلقاء من العيار الثقيل يجمع الزعيم بخصمه اللدود العالمي في نهائي القائد والوالد حفظه الله وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة.

 نظرياً وعطفاً على مستويات الفريقين هذا الموسم أجد النصر أقرب إلى تحقيق اللقب، فالعالمي يشهد استقرارا فنياً وإدارياً وخطوطه متماسكه ومنسجمة تماما ومعنويات نجومه وصلت أعلى ذروتها بعد تحقيق لقب الدوري مؤخرا.

 طريق النصر كان مفروشا بالورود نحو التأهل للنهائي الحلم ولم يواجه عقبات تذكر على النقيض تماما من خصمه الهلال والذي خرج من قمة الكلاسيكو أمام الاتحاد برباعية أهلته ولم ترح أعصاب جماهيره ومحبيه.

 الهلال كسب الاتحاد وظهر نزر يسير من مستواه المعروف وشيئا من روحه السابقة في أواخر الشوط الثاني من المباراة ولكنه بالمجمل غير مقنع على الإطلاق، فخطوطه مفككة والانسجام يبدو شبه غائب وجهازه الفني على كف عفريت ورئيسه المكلف سيسلم الراية بعد المباراة مباشرة للأمير نواف بن سعد.

 الكفة غير متوازية إطلاقا والأفضلية الصفراء واضحة المعالم ولا ينكر ذلك سوى جاحد أو مراوغ يلعب على وتر اعتاد على العزف عليه من أجل تسجيل موقف أمام ثلة من الجماهير التي تغلب عليها العاطفة وتأخذها المكابرة في غالب الأحيان.

 ما زلت عند رأيي بأن هيبة الهلال هي الرقم الصعب ولها الفضل بعد الله في التأهل لدور الثمانية من دوري أبطال آسيا وكذلك نهائي الغد، ولا يمكنني بأي حال من الأحوال تجاهل دور جماهير الزعيم ورقفتها الصادقة في هذا الشأن.

 لم ولن أتجاهل اللاعبين ولا الأجهزة الفنية والإدارية في الزعيم ولكنها الحقيقة المرة التي يتجنبها أنصار النادي ومحبوه، فمع كل الحب والتقدير للجميع لا يمكن بأي حال من الأحوال تحقيق لقب كبير مثل كأس خادم الحرمين الشريفين وأمام فريق شرس يعرف كيف ومن أين تؤكل الكتف!!.

 لست متشائما وأتمنى ألا ينعتني الهلاليون بذلك، فأنا أحاول مجاراة الواقع الأزرق المر، ومع ذلك كله أقول ربما يفعلها الأزرق بهيبة الشعار ومكانة الكيان لا بأقدام اللاعبين ومجهوداتهم، ولا بفضل خطط دونيس ومساعديه، ولا بالمكافآت الخاصة التي سيودعهم بها الحميداني المكلف بشرف خدمة الزعيم على حد وصفه، فالشق أكبر من الترقيع مع خالص الحب والتقدير.

 أخيرا وكي لا يلفظني المدرج الأزرق الكبير بحجة تكسير المجاديف فلا بأس من التذكير بأن مباريات الديربي لا تعترف بالأفضلية عطفاً على أن اللقاء نهائي وكل شيء وارد فقد يخسر الأفضل ويفوز الأقل حظا وكل ذلك بعلم الغيب، فمن يعلم فلربما يتكرر نهائي جدة الشهير عندما فاز الهلال بثلاثية التخيفي والحبشي والبيشي عام ١٤٠٩، أقول ربما والعلم عند الله.

قدائف شمالية

 التهيئة النفسية مطلب مهم لكلا الفريقين واللقب لن يبرح الفريق الأكثر هدوءا وتركيزا طوال مجريات اللقاء.

 تواجد خادم الحرمين الشريفين يعطي النهائي زخما كبيرا على كافة الأصعدة والأمل بعد الله معقود باللاعبين وما سيقدموه من مستويات عالية تليق بالحدث الكبير.

 حراس الفريقين نقطة التحول في اللقاء حيث سيقع عليهما العبء الأكبر فمن سيكسب الجولة بينهما.

 الروح الرياضية مطلب، فمن الآن نقول للفائز ألف مبروك وللخاسر «هاردلك» و«معوضين خير»، بعيدا عن التهييج والتصعيد المعتاد بعد كل نهائي. وعلى دروب الخير التقيكم بحول الله في الاسبوع القادم ولكم تحياتي.

9