المحور الباني !!

رامي العبوديفي كرة القدم مركز المحور هو أهم مركز في الفريق وكل المدربين يهتمون بهذا المركز ويحاولون أيجاد أفضل العناصر لملأه .. بل أن أفضل المدربين حاليا كانوا في الأصل لاعبو محور في بداياتهم الكروية . ولاعبو المحور نوعين .. النوع الأول ( هادم ) وهو الذي يضع في أولوياته أن يهدم هجمات الفريق المنافس فقط ولا يهتم ببناء الهجمة لفريقه .. والنوع الثاني ( باني) وهو من يهتم ببناء هجمات فريقه بعد أن يقطع الكرة من المنافس .
نادي برشلونة سيطر على خارطة الكرة العالمية لسنوات طويلة بفضل المحور الباني ( بوسكيس وتشافي ) ونادي المان سيتي لم يستقيظ من سبات السنين إلا بعد أن أعتمد على المحور الباني ( يايا توريه ) .. وأجمل فترة كان ريال مدريد يقدم فيها كرة قدم حقيقية هي تلك الفترة التي كان يحتل فيها ( ريدوندو) الأرجنتيني مركز المحور.. و جوارديولا عندما أنتقل لبايرن ميونيخ لم يجد لديهم محور باني حقيقي فأستعان بالظهير الأيمن ( لام ) ليؤدي هذا الدور الهام … ولابد وأن يكون الجميع قد لاحظ أهمية بيرلو في اليوفي والمنتخب الأيطالي .. كما يجب ألا نتجاهل دور كل من اندو
وناكامورا في المنتخب الياباني .
الإستحواذ ولو نسبيا هو أهم صفات الفرق والمنتخبات التي تريد تحقيق الإنجازات والبطولات .. لأن الإستحواذ هو أفضل طريقة لحماية مرماك من الأهداف ( طالما الكرة معك فلن تكون هناك خطورة على مرماك) كما أن الإستحواذ يسبب نرفزة للمنافس ويجعلك دائما في مركز المهاجم القوي صاحب النفوذ على مجريات المباراة .. وهذا الإستحواذ المطلوب لا يمكن أن يتم إلا إذا كان لديك محور (باني) .
تشكيلة منتخبنا الأخيرة لم أجد فيها محور باني حقيقي … ( الجبرين وباجندوح وعوض خميس ) جميعهم تم تجاهلهم وغالب مصاب .. وضموا فقط المحاور الذين يجيدون الهدم أمثال وليد باخشوين وعبدالملك الخيبري … وطالما أن الفنيين لدينا يدورون في فلك المحور الهادم ويتجاهلون الباني فلن تتقدم كرة القدم لدينا وسنبقى في المستوى الثاني آسيويا وربما ننحدر للثالث قريبا .
الرمية الأخيرة :-
قبل عدة سنوات أرسلت الأمانة العامة مواعيد مغلوطة لنادي النصر لإحدى مبارياته الآسيوية .. وقبل سنتين ركنت الأمانة شكوى ضد نادي النصر لفئة الناشئين في الأدراج لمدة 40 يوما ولم تخرجها إلا بعد أن علمت أن الفريق كاد أن يتوج بطلا لتلك الفئة .. والعام الماضي لم ترسل الأمانة لنادي النصر التعديل الجديد لموعد مباراتهم في إحدى الفئات السنية أمام الهلال إلا صبيحة يوم المباراة بينما علموا المنافس قبل إسبوع .. كل هذه الأحداث تزيد من ريبة خطأ الترجمة الأخير .
رامي العبودي

16