الإعلام قتل الهلال

عبدالرزاق سليمانلم يتوقع أحد من متابعي الرياضة السعودية أن يصل نادي الهلال إلى هذه المرحلة من التراجع في المستوى الفني وارتفاع التوتر العصبي والتأثر بما يحدث خارج الملعب من أحداث مصاحبة .
وكان الهلال مضرب مثل لجميع الأندية في الاستقرار الفني والهدوء والسيطرة على جميع دقائق المباراة حتى صار جماهير الزعيم لا يعرفون خروجاً من موسم رياضي بدون بطولة على الأقل .
لم يستمر الحال على ماهو عليه خلافاً لجميع التوقعات فأصبح الفريق الهلالي مشتتاً بعيداً عن التركيز داخل الملعب ولم تعد هيبته أمام الأندية كما كانت في السابق بل وصل الأمر عند جماهير الهلال عدم الثقة في فريقهم حتى أمام أقل الفرق فرصاً وتوقعات بالفوز .
يجب أن يكون هذا الأمر محل دراسة وعناية واهتمام من قبل الكثير ممن يهتمون بأمر الهلال لاسيما العقول المفكرة مثل الأمير بندر بن محمد والأمير عبدالرحمن بن مساعد وغيرهم كثير .
كما يجب أن يكون ذلك محل اهتمام جميع الفرق الأخرى لتقف على الأسباب التي أوصلت الهلال إلى هذا المستوى وتتجنب تلك الطرق الموصلة إلى هذا الحد .
ولعل الإعلام له الدور الأكبر في ذلك ولا أعني الكتّاب أو الصحافيين فقط بل يشمل ذلك كل تصريح إعلامي سواء كان لصحفي أو حتى مسؤول أو لاعب أو أي متحدث يتكلم باسم الفانيلة الزرقاء .
وبعد النظر في التصاريح الإعلامية خلال هذا الموسم لوحظت سقطات إعلامية يكبر حجم الهلال عنها ولا تليق بهذا الكيان ولا بمن عرفهم الجمهور متحدثين بارزين ممن ينتسبون لهذا الفريق .
وأعلم يقيناً أن تلك التصاريح لم تكن محل رضا من رموز زعيم أكبر قارات العالم فقد شهدنا سنوات طويلة حقق فيها الهلال بطولات عدة كفترة الأمير بندر بن محمد وسبع سنوات أو أكثر من الأمير الراقي عبدالرحمن بن مساعد كانت تلك الفترات تزدهر بالبطولات وبعيدة عن التصريحات الجارحة .
ولكن عندما يطلب أحدهم أن ( يلعن والدي كل من ليس هلالي ) فقد استفز جميع جماهير المملكة وأغلب جماهير الهلال لأنه في الغالب أن كل مشجع هلالي له أخ ينتمي لفريق آخر ولن يرضَ على أخيه ووالديه ما يسمعه تجاههم .
وعندما يتحدث ناقد ينتمي للفريق ويقول بلغة صاخبة ( إذا أردتم أن توقفوا التعصب فاشطبوا نادي النصر ) كلمة لا يمكن أن يتفوه بها إلا من كان مدرسة في التعصب ولا يقبلها بسلامةٍ عقل عاقل ولن تجد أرضاً خصبة بين عقول الجماهير المتفتحين .
وحينما وجد الجماهير أن عدم تشجيع الفريق الهلالي جريمة وكأنه يصف جماهير جميع الأندية الأخرى بالمجرمين زاد عدد الواقفين ضد الفريق واستعدى من تحدث بذلك الجماهير الغفيرة في جميع أنحاء المملكة .
فضلاً عن أن يقول كبير متابعي كرة القدم سأصلي من أجل الهلال وكأنه لا يعلم أنه يعيش في بلد نشأت وترعرعت في أجواء الحفاظ على المقدسات الدينية وعدم إدخال الصلاة في الرياضة وإن كنت أعلم ظناً أنه يقصد الدعاء لكنه ذلك لا يدخله في قائمة المعذورين .
ما وقعت فيه التصاريح السابقة أحد أمرين : استعداء للجماهير من خلال شتمهم بأبشع شتم لا يقتصر على المشجع بل يصل لوالديه , وإدخال للرياضة في الشعائر الدينية كتحريم وتجريم عدم تشجيع الهلال والصلاة من أجلهم .
على كبار الهلاليين وعقلائهم التصدي لمعالجة تلك الأخطاء وعدم قبول أي شيء من ذلك أياً كان قائلة .
وعلى رعاية الشباب إن أرادت تهدئة التعصب أن تبدأ بالتصريحات الإعلامية لأنها أكثر ما يثير الجماهير ولا يخفى ما حصل من توتر جماهيري بعد تلك التصريحات ظهرت آثاره في مواقع التواصل الاجتماعي والمقاطع وغيرها .
عبدالرزاق سليمان

15