“انهزامية”!؟

سلطان_الميمونيبغض النظر عن أنواع الدفع الذي “يجزم” بوجوده منافسي النصر والذي كان , كما “يقولون” “رباعيا” في العام الماضي , وتطور ليصبح “جماعيا” هذا الموسم , وأيضا بغض النظر عن كوارث مباراة الديربي التحكيمية التي أفسدها الاسكتلندي , فإن ما حدث من لاعبي الهلال وخاصة سالم الدوسري والجحفلي أمر لا يمكن أن يقبل أبدا , على الرغم من الأسباب القوية التي حملتهم وزملائهم على فعلهم ذلك , لأنهم بهذا قد نسفوا الأخلاق الرياضية في تلك المباراة نسفا.
لم يكن هناك مبررا “للنرفزة” التي كان عليها لاعبي الهلال في مباراتهم الأخيرة مع النصر, لان المباراة لا تعني لهم شيئا , من ناحية حسابات الدوري , هي للتاريخ فقط , ومن أجل تأكيد “المنافسة” , لا أكثر , ولكن الهلاليين لا يحسنون وعلى مر تاريخهم الطويل التعاطي مع المباريات “الحساسة” مع منافسهم النصر , فكم من مباراة دخلها الهلال أمام المنافس”بفرصتين” وخسرها , وكم من مباراة لا تعني للهلاليين شيئا وتهم نتيجتها المنافس كثيرا , وكذلك خسرها وبسهولة بسبب الضغط النفسي , باختصار شديد روح الهلاليين أمام منافسهم أقرب “للانهزامية” والتاريخ يؤكد ذلك , فما أن يلتقي الفريقان على أرض الميدان إلا ويبدو الارتباك والتخبط وعدم التركيز والعشوائية وانعدام الثقة بالنفس واضحا , حتى ولو كان الفريق في أفضل حالاته , بعكس الفريق المنافس الذي يتميز دائما بالروح العالية والحماس والقتالية , فمنذ الزمن الجميل أيام الجيل الذهبي كانت هذه الروح الانهزامية موجودة , ولكن ذلك العصر كان مختلفا جدا وذلك بوجود ماجد ومحيسن والهريفي , وتحديدا ماجد المرعب الذي يربك أكبر المدافعين والحراس , على الرغم من أنه أيضا كان زمن الإمبراطور النعيمة والبيشي , ولكن , أن تستمر “العقدة” والروح الانهزامية في عصر لاعبين كالسهلاوي ورفاقه مع احترامي للجميع , فهذا “مرض عضال” لاشفاء منه , فكيف إذا يستطيع لاعب كالسهلاوي أن يسجل في كل مباراة ديربي تقريبا , هدفا “شرعيا” أو “غير شرعي” حسب “الظروف” ويحسم اللقاءات ببساطة مع أن الفرق بينه وبين ماجد عبد الله كما الفرق بين الثرى والثريا , ماهو السر ياترى في ذلك.
السر ياسادة في تفوق النصراويون في مثل هذه المباريات , هو في “التحضير” النفسي للاعبيهم , فمنذ سنوات بعيدة , كان الرمز الراحل عبدالرحمن بن سعود “رحمه الله” يفعل ذلك , فقد كان يجيد التعاطي مع كل الظروف , وكان بحق رجل “خبير” يُحسن “تهيئة” لاعبيه وتحضيرهم “نفسيا” , وقد أجاد بن تركي العمل بنفس الطريقة , لذا سيطر النصراويون هذا العام على بطولات كل الفئات السنية ليسجلوا “هاتريك البطولات لتعيش جماهيره “زمن النصر الجديد الذي جاء بعد إحباطات سنوات قد مضت بخيرها وشرها.
الزبدة.
يجب على الهلاليين العمل مستقبلا على “تهيئة” لاعبيهم “نفسيا” إن أرادوا العودة لمنافسة “الغريم التقليدي” من جديد , وأخذه “رايح” “جاي” كما يفعل بهم منذ سنتين , بعد أن كانوا هم من يفعل ذلك الفعل في السنوات الأخيرة الماضية , وعليهم أن يحفظوا هذا السر جيدا , “السر” في “التحضير” وليس في “التخدير” والتوعد بمصطلحات وهمية “كهيا تعال” و “جيتك خذني” , وعليهم أن يعلموا أن العمل يكون دائما في الميدان ياحميدان.

سلطان الميموني

14