التعصب الأعمى ٠٠ألي أين

عايد حمدانإن الرياضة فن وإبداع ، ولغة للتواصل بين الشعوب، وعلى الرغم من تفاوت الثقافات إلا أن الرياضة هي من تجمع بينهم، فالرياضة دوماً رمز للمحبة والوئام حتى شاع بين الناس عبارة «خلي روحك رياضية « كناية على أن الرياضة قيمة سلوكية .
ولا شك أن روعة الأداء وحلاوة العرض تسهمان في غرس الحب المتبادل بين اللاعبين والجماهير، كما أن روعة المنافسة بين الفرق تزرع الحماسة بينهم للارتقاء بها، ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت العصبية والتعصب للفرق التي حملت عكس ما يجب أن تحمله الرياضة من ألفة وقرب ومما يؤسف له أن المسؤولين عن الفرق هم أنفسهم لهم دور في تغذية هذه العصبية مما نجم عنها كثير من الخصومات التي أخرجت الرياضة عن مضمونها وأهدافها السامية.
إن التعصب ينم عن عقليات مريضة لم تدرك حقيقة وجوهر الرياضة ومبادئها السامية، فالشجار وارتفاع الأصوات والصياح تدل على أن المجتمع مقبل على مرحلة خطيرة ما لم يتم تداركها حيث إن العداوة والبغضاء أخذت تنتشر في المجتمع مما ينعكس سلباً على التنمية والتعايش بين أفراد المجتمع، ولهذا لا بد من الوقوف بشدة ضد التعصب الرياضي بشتي الطرق .
إن التعصب صفة ذميمة غير مقبولة عقلاً وشرعاً، فإذا كان التعصب في الدين غير محمود فهو كذلك في الرياضة ، ولهذا يجب أن نحارب هذه الظاهرة ونتصدى لها بقوة حتى لا يأتي يوم يقال فيه إن فلاناً ضرب أخاه أو قتل أخاه بسبب الكرة فلا شك أن الإثم أعظم.
والواجب على جميع أفراد المجتمع من مؤسسات تعليمية ومجتمعية أن ينشروا ثقافة التسامح في الأوساط الرياضية لبناء أندية تتمتع بثقافة عالية تسهم في الرفع من قدرات لاعبيها ونشر التسامح بين الجماهير المختلفة بما يحقق الوئام والمحبة.

10