ثقافة رجل أمن الملاعب

طارق ابراهيم الفريحيعد النجاح الأمني داخل المنشآت الرياضية هاجس يقلق القائمين عليها.. لذلك علينا اعتبار الأجهزة الأمنية بكافة أشكالها ومرجعيتها في ملاعبنا شريك رئيسي في المنظومة الرياضية بالمفهوم الذي يحفظ الأمن ويحقق ويكفل سلامة الجميع بإشرافه ومباشرته التجمع من بداياته ومتابعة جميع تداعياته من وصول الفرق وتنظيم دخول الجماهير وخروجها والمحافظة على سلامة المرافق الرياضية بالتواجد في كل مكان والاستعداد لأي طارئ.. فالأمن الرياضي الناجح بشكل عام والذي يمثل منظومة عمل متكاملة يساهم في تطور الرياضة ويجذب المطور والمستثمر والمشجع.
نعرف ونقدر المهام الأمنية داخل الملاعب وحجم المسؤولية والتي تتوزع بمهام مختلفة من أجل حفظ الأمن.. حيث لا نقحم أنفسنا في واجبات ومهام وعمل هذا التواجد الأمني فقد تكون هناك أمور وخفايا نجهلها لها معاييرها ومتطلباتها واختصاصها.. ولكن في المقابل نتابع العديد من المواقف المؤسفة في التعامل الأمني بملاعبنا ابتداء من بوابات الدخول حتى نهاية المباراة ونقارنها بما نشاهد في الملاعب الخارجية بكيفية التعامل والأسلوب الراقي الحضاري والإنساني واحترام كرامة الجماهير وطريقة السيطرة ليست فقط مع الإنسان بل حتى مع الطيور والحيوانات.
لعلنا عندما نطرح محور بهذا الحجم نتذكر العديد من الحوادث والمواقف داخل ملاعبنا والتي بالتأكيد لا نقرها ولا نؤيدها ولا نوافق مرتكبيها.. ولكننا نستشعر مثلاً لحظة اندفاع مراهق ونزوله أرضية الملعب في أجواء حماسية والتي يقابلها تعسف جائر واعتداء من رجل أمن في غير محله بشعار الضرب بيد من حديد وسط ردة فعل غاضبة من الشارع الرياضي.. فالعلاقة بين المشجع البسيط بشعار ناديه ورجل الأمن بالزي العسكرية متوترة ومشدودة والحقوق ضائعة.
هنا لا بد أن نشير بأن الجماهير ليست وحدها فقط بحاجة إلي ثقافة وتوعيه ومحاسبة في هذا الجانب ولكن حجم المنشاة وتصميمها وخدماتها والتنظيم داخلها وخارجها من الأمور المساعدة والهامة.. وأيضاً رجل الأمن في الملاعب الرياضية لا بد أن يملك من الثقافة وحسن المعاملة والتدبير ما يمكنه من أداء واجبه بشكل إيجابي ويعرف حقوق الجميع ويكون شعاره الابتسامة خصوصا وهو في مهمة عمل ومكلف وله مرجعية ويمثل جهة أمنية بعكس الجماهير والتي تختلف وتتفاوت في الأعمار والأفكار ومستوى التعليم والتي ربما تحضر مبكراً إلي الملعب وهي مشحونة وبأعصاب مشدودة في ظل نقص الخدمات العامة والأساسية والتقنية.

9