الوهيب يكتب: بالأرقام.. الهلال يعاني!

بعد نهاية مباراة الاتحاد والهلال لاحظت ردة فعل أراها طبيعية من جماهير الزعيم تجاه عدم فوز فريقها الذي سيطر على معظم مجريات المباراة، كما امتلأ فضاء تويتر بأحاديث تتعلق بعدم قدرة الفريق على التسجيل ولكن ما لم أستسيغه هو ذلك الهجوم المضاد من جماهير تشاركهم الميول تطالبهم بالسكوت وعدم انتقاد اللاعبين وطريقة المدرب، وذلك في تصوري يحدث لأول مرة في تاريخ الهلال وإن شئت أن تعرف أولويات أخرى حدثت بعد مباراة الهلال والاتحاد فعد إلى مبارياته السابقة وستجد أنه لم يسجل في أربع مباريات متتالية، بل إنه أكمل خمس مباريات متتالية لم يفز فيها، وربما لا تعلم أنه بتعادله الأخير فقد سبع نقاط من ثماني مباريات فقط، وتلك أرقام مخيفة للهلاليين، بل إنها تعطي مؤشراً خطيراً لم يعتده الهلاليون منذ سنوات طويلة، ثم يأتي من يطالب الجماهير المغلوبة على أمرها بالسكوت وعدم إشغال الفريق!! إشغاله عن ماذا؟ عن تدهوره!! أم عن الفوضى الفنية التي تحدث داخله.

جماهير الهلال اعتادت أن تكون الرقم الأول والصوت الأعلى، ولذلك حسبكم صياحاً في الهواء، ولا تزايدون على أحداث مضت لتحاولوا كسب التعاطف.

ولأن كثيرين طلبوا رأيي فيما يحدث للهلال على الرغم من كوني أعلم أن هناك من سيستدعي شيئاً من الماضي القريب ويتهمني بما ليس بي فقط ليضعف رأيي، إلا أنني سأقول رأيي وسأتحدث بما أتصور على الأقل أنني أعرفه، ولن أسمح لأحد بالتأثير علي بأي طريقة كانت.

مدرب الهلال الروماني لديه مشكلة كبيرة في رؤيته الفنية وخصوصاً من الناحية الهجومية وفق الأرقام والمعطيات.

وأعتقد أنه لم يتوصل لخطة وطريقة أداء تتناسب وإمكانيات فريقه.

ويبدو أنه جاء من بلاده بطريقة لعب وفرضها على اللاعبين بدليل انخفاض عطاء معظم نجومه بعد قدومه.

لكل فريق مفاتيحه وأيضاً مراكز قوة وضعف، والخطة التي تنجح مع فريق ليس بالضرورة أن تنجح مع الآخر.

ولتتضح الصورة أكثر سأضرب مثالاً غريباً نوعاً ما؛ وهو خياط الملابس؛ فحين يخيط ثوباً جميلاً لشخص ما.. لا يقوم بتعميمه على جميع زبائنه بل إنه وبمجرد دخول زبون جديد يشرع في أخذ مقاساته بدقة ثم يعمل على خياطة الثوب الذي يناسبه.

وهذا ما أقصده بالنسبة لأي مدرب كان إذ من المفترض حين التعاقد معه أن يعرف أولاً مكامن الضعف والقوة في الفريق ومزايا وعيوب كل لاعب لديه ومن ثم يبني خطته على تلك المعطيات ويشرك اللاعبين الذين يتناغمون معها، وليس بالضرورة أن تكون الأسماء الرنانة كلها داخل الملعب.

وبالمناسبة حين أنتقد المدرب هنا فلا يعني ذلك أنني أطالب بإبعاده وتحديداً في هذا التوقيت الحرج للفريق، كما أن حديثي السابق لا يعني أن مدرب الهلال خطأ على الدوام، ولكن هناك جزئيات مهمة ومؤثرة يجب مناقشته فيها ومن المفترض أن يسعى لتطويرها، فهو مدرب الفريق ونسبة للثقة المطروحة فيه هو الأقدر على تطوير الأداء.

* دقيقة

ريجيكامب اعترف بنفسه أثناء مؤتمر ما بعد المباراة بأن فريقه يعاني هجومياً، وإذا كان ذلك هو حديث المدرب الذي يعد رأس الهرم الفني فعليه سريعاً أن يعالج تلك المشكلة قبل أن تحدث الطامة خصوصاً وهو يمتلك الوقت والدعم.

مقالة للكاتب عبدالوهاب الوهيب عن جريدة الرياض

9