العدل يا لجنة المسابقات!

علي مليباريفي خضَمّ منافسات بطولة خليجي 22 وفي ظل المطالبات الإعلامية للجمهور السعودي لحضور مباريات الدورة حفظًا لماء وجه الكرة السعودية، أطلّت علينا لجنة المسابقات بجدولة غريبة لمباريات الهلال المؤجلة لم تزد في وضعنا الرياضي إلا سوءًا واحتقانًا.
الجدولة الجديدة اعترضت عليها في حينها أندية النصر والاتحاد والتعاون والفيصلي، وسبب اعتراضهم يقبله المنطق وينصفه العدل كون الجدولة تمت دون علمهم أو الرجوع إليهم.

اعتقد الجميع وربما أولهم رئيس وأعضاء لجنة المسابقات أن الموضوع انتهى بوقته خاصة مع اندماج الكل في تشخيص خسارة المنتخب للقب خليجي 22 ليتفاجأ الوسط الرياضي برمّته قبل يومين ببيان نادي التعاون الجريء حيال تجاهل إتحاد القدم لخطابات النادي بعد صدور مواعيد اللقاءات المؤجلة، مما سيؤدي لإعتذار الفريق رسميًا عن خوض لقاء الهلال.

البيان القوي ظهر ليؤكد أن التعاون كيان كبير ولا يمكن بأي حال من الأحوال القفز عليه وعلى آمال وطموحات محبيه عبر قرارات ظالمة، ولا أبالغ إذا ما قلت أن البيان جاء محاكيًا لرأي الشارع الرياضي السعودي الراغب في المنافسة الشريفة.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف للجنة المسابقات أن تحدد مواعيد جديدة لمباريات مؤجلة دون الرجوع إلى الأندية المعنية؟، ولمصلة من كل هذا التخبط الذي تقدم عليه هذه اللجنة؟، فالأمر لم يكن له أن يصل إلى هذا الحد لو استجابت لجنة المسابقات لمطالب الأندية المتضررة من الجدولة الجديدة فعملت على الجلوس معهم على طاولة من أجل الوصول إلى حل مرض لكافة الأطراف سعيًا إلى تكملة المنافسة بصورة شريفة وعادلة، وهذا بالمناسبة أقل ما تستحقه هذه الفرق التي كانت سبّاقة في الموافقة على تأجيل مبارياتهم مع الهلال تقديرًا ودعمًا منهم لمشاركته الآسيوية.

وبلا شك فإن فريق التعاون على حق، فليس من العدل أبدًا أن يُطلب منه لعب ثلاث مباريات قوية في ظرف أسبوع، لا يفصل بين مباراة وأخرى سوى 48 ساعة وفي مناطق مختلفة، وكل ذلك بسبب إدخال مباراة الهلال المؤجلة في جدول مباريات الفريق، ومن العدل إذن أن يعترف رئيس لجنة المسابقات بهذا الخطأ والعمل على حله بصورة عاجلة حتى وإن تطلب ذلك تدخل رئيس اتحاد القدم، وذلك لكي يستشعر بالعدل كل من ينتمي إلى بيئتنا الرياضية.

ومن باب التذكير أقول لمن يهمه الأمر أن رياضتنا المحلية وتحديدًا كرة القدم – المتنفّس الوحيد لشبابنا وأبنائنا – لا تحتاج لمزيد من الاحتقان والتأجيج عبر قرارات غير مدروسة من جهات يُفترض منها أن تعمل على تفعيل مبادئ العدل والمساواة بين جميع الأندية الرياضية التي لولاها لما كان هناك اتحاد لكرة القدم ولما تشكلت أساسًا لجنة المسابقات أو غيرها من اللجان العاملة في منظومة هذا الاتحاد.

تويتر AliMelibari@

10