الصويغ: فشّلتونا لا حفل يشرف ولا منتخب ينفع!

أخذت القلم وحاولت أكتب مقالي وحار القلم ماذا يصور وماذا يقول من فضائح كأس خليجي 22. هل استحقها منتخبنا أو اتحاد الكرة الذي قدم لنا منتخبا بطلا لا يقهر وحفل افتتاح مبهرا أذهل الحضور والمتابعين بجماله!!

للأسف، كنت في حلم جميل، والحقيقة، هو كابوس مزعج لايفارق خيالي، فاتحادنا المنتخب فكر في تسديد الديون، ولم يهتم بسمعة وطن، وخوفا من دفع الشرط الجزائي جدد الثقة في العبقري لوبيز، ولم يهتم بشعور أكثر من 20 مليون مواطن محبط من منتخب بلاده.

فاتحاد القدم باع حقوق النقل بـ 38 مليون دولار، وحصل على دعم من وزارة المالية بـ50 مليون ريال أي أكثر من 180 مليون ريال تحت يده، وكانت الأمور المالية ممتازة ورغم ذلك، فضحنا في التنظيم وصُورنا بثوب لا يمثل مكانتنا ولا تاريخنا.

والأمر لم يصل الى هذا الحد، فالبطولة لم تحظ بأي اهتمام واستعداد لها، وكونت لجانا على ورق، ولولا الله ثم جهود الرئاسة العامة لرعاية الشباب بعد الجولة التفقدية التي قام بها الأمير عبدالله بن مساعد قبل البطولة بأيام قليلة، وأجرى بعض التعديلات في اللجان، وكذلك جهود إمارة الرياض بقيادة الأمير تركي بن عبدالله، التي وضعت إعلانات ترحيبة بالضيوف في شوارع الرياض، وإدراج عدد من الفعاليات الرائعة والتكفل بالمركز الاعلامي الرئيسي، وتذليل العقبات التي حفظت ماء الوجه.

وماحدث في أسرع حفل افتتاح في تاريخ البطولة، يجب ألا يمر مرور الكرام وأن تحاسب اللجنة المنظمة على الحفل الفاشل بكل المقاييس.

ألا تعلم اللجنة، بأن راعي اللقاء هو الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظة الله ورعاه- والذي أناب ولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز في حضور حفل الافتتاح عنه.

لو أُقيم الحفل في أفقر دول العالم، لشاهدنا فعاليات وفقرات أفضل مليون مرة من الحفل الفضيحة.

لماذا لايستفيدون من الخبرات في تنظيم البطولات السابقة في اختيار عمالقة الفن من أمثال طلال مداح- رحمه الله- ومحمد عبده، ومشاركة طلاب المدارس والكليات العسكرية وفرق الفنون الشعبية بخلاف الفعاليات الرائعة التي يتضمنها حفل افتتاح أي مناسبة رياضية، وقبل شهور قليلة، كان حفل افتتاح مدينة الملك عبدالله الرياضية مبهرا ورائعا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

نعود إلى المنتخب الأول، فخيبة الأمل متواصلة وخسرنا النهائي على أرضنا وبين جماهيرنا وخرجنا كالعادة صفر اليدين، وهذا التراجع لن يكون الأخير لمنتخبنا الضعيف فنيا، والصدمات تتواصل، فلنا 11 سنة من آخر بطولة حصلنا عليها وهي كأس الخليج بالكويت، و8 سنوات من آخر إنجاز بالصعود الى كأس العالم، والله يستر من القادم في كأس آسيا.

على السريع

-في الماضي، منتخبنا يبهرك في أي محفل، حيث نجد المهارة والروح القتالية وتقدير اسم الوطن، والحاضر كالحمل الوديع لا روح ولا قيادة فنية ولا تخطيط وصار أضحوكة لمن هب ودب في ظل الخسائر المتتالية.

-متى يصحو الاتحاد السعودي من نومه العميق، فالجمهور يرغب في البطولات، ومل من التصاريح والوعود الرنانة.

-من يرغب في تحقيق الذهب لا بد له من العمل، بتخطيط واقعي، بعيداً عن الخيال والوهم.

-تم بناء اسم من ذهب للمنتخب خلال عقدين من الزمن، وحاليا يهدمونه طوبة طوبة.

خاتمة

-الرئيس العام لرعاية الشباب الامير عبدالله بن مساعد، الأمل معقود عليكم، وأنتم أهل له، في ان يتم اعادة نهضة الرياضة السعودية وبالأخص كرة القدم.

مقالة للكاتب غازي الصويغ عن جريدة اليوم

9