النويصر يدين الهلال بالمراهنات

محمد بن صالح الجاراللهشاهدت قارة آسيا وأستراليا حدثًا مهمًا تمثل في مباراتي الذهاب والإياب لنهائي بطولة أكبر قارات العالم، وتسمر الناس أمام شاشات التلفزيون، وكذلك حضر جمهور غفير لتلك المباريتين في المدرجات وهتفوا كثيرًا، وتعتبر المباراتين من غرائب كرة القدم فجندت لهما قناة الجزيرة الناقل الحصري جمعُ من المحللين الرياضيين وكذلك فعلت بقية القنوات الرياضية، بالرغم من أنه لا يوجد منطق ولا فهم لما جرى فيهما، وكثُر الجدل الاستثنائي الذي يعتبر غير مسبوق على مستوى بلادنا، والكل أخذ يحلل ويبدي وجهة نظره ليس المحللين الرياضيين فحسب بل شمل الجميع فمفسري الأحلام والفنانيين والجمهور الرياضي وحتى الدعاة والنشطاء الاجتماعيين والمثقفين، والكل أدلى بدلوه ومنهم من توقع الفوز للهلال وآخرين عكس ذلك، بل أن بعضهم تمنى هزيمة الهلال وله مبرره في ذلك.
ابتلي الوسط الرياضي ببلادنا ببعض العقول تحاول استغلال المجال الرياضي لبث سمومهم وكراهيتهم للآخرين، وهم يحاولون استخدام عقلية المؤامرة لبث حقدهم الدفين، فالتاريخ يذكر لنا الكثير من دعاة المؤامرة على عالمنا العربي وتناسوا أنه واقف في نفس المكان لا يتحرك، فبعد المباراة النهائية وضياع الكأس الذي كان في متناول الهلال بل في فمه إنبرى هؤلاء للحديث عن سبب الخسارة وأعزوها للسحر القوي الذي استخدمه الفريق الاسترالي للفوز بالكأس ودليلهم في ذلك الكم الهائل من الفرص الضائعة لتسجيل ولو هدف واحد، وتجاهلوا عمدًا السبب الحقيقي للخسارة، وهو أن التطبيل والنفخ الإعلامي والإستعانة بالدعاة ومفسري الأحلام هو أحد أهم أسباب الخسارة المذلة لمن طبلوا له إعلاميًا وجماهيريًا وكأن الكأس ليس لها عريس إلا الفريق المدلل وإبن الأهلي المدلل.
تحدث محمد النويصر والجميع لا يجهل مناصبه الرياضية التي تقلدها ويتقلدها في الاتحادين السعودي والآسيوي من أجل خدمة الوطن، لكنه مع الأسف الشديد لم يكن الرجل المناسب في المكان المناسب، وربما هي غلطة كبيرة يتحملها الوطن حينما خدم هذا الرجل وأوصله إلى تلك المناصب، ولا يخفى على أحد تغريدته المسيئة للوطن قبل أن تسيىء للوسط الرياضي، هذا الرجل أدان الوطن وناديه المفضل الهلال – ابن الأهلي المدلل – من حيث لا يعلم، فإن كانت هناك مراهنات ففي هذا نسف لكل البطولات التي حققتها الأندية السعودية قاريًا، خاصة إذا ماعلمنا أن المراهنات في الوسط الرياضي العالمي موجودة ولا أحد ينكرها، لكن المتهم فيها دائمًا الفريق الخاسر وليس الفائز، بمعنى أن نادي الهلال ولاعبيه أخذوا من أجل أن يفوز نادي سيدني الاسترالي، وبطبيعة الحال لايمكن أن تدفع للفريق الفائز من أجل أن يفوز، من أجل ذلك تغريدة النويصر هي بمثابة إتهام لنادي الهلال ولاعبيه وليس للفريق الأسترالي، هل فهمتم كيف أدان النويصر الهلال ولاعبيه، لكنه مع الأسف الشديد خرج الهلال ببيان يتحدث عن الحكم وعن المراهنات وهم يثبتون دون أن يعلمون أنهم مدانين وليس أصحاب حق من جهتين، الأولى أنه يفهم أنهم مارسوا  وفازوا ببطولاتهم محليًا وقاريًا، وأنهم تسلم لاعبيهم  من أجل أن يخسروا وربما ضياع الكم الهائل من فرص تسجيل الأهداف والسيطرة على اللعب مايؤكد ذلك ولا ينفيه.
الغريب في الأمر أن موضوع المراهنات لم يتحدث عنه أحد ولم ينتشر أمره محليًا إلا بعد خسارة الهلال المذلة لكأس آسيا، بالرغم من أنه سبق لأندية الأهلي والإتحاد والنصر المشاركة في بطولة آسيا، ولم نسمع النويصر ولا غيره إثارة المراهنات ولا لوجودها، فهل النويصر وفريق التطبيل الهلالي من إعلاميين وغيرهم حريصين على الهلال دون أندية الوطن.

الكاتب/ محمد بن صالح الجارالله

10