هلال آسيا .. والفكر التنافسي

طارق ابراهيم الفريحقد تمثل خسارة مباراة أو بطولة في عالم كرة القدم أمرا طبيعيا.. ولكن المشهد الهلالي الآسيوي في العقد الأخير وما صاحبها من نكسات وإخفاقات جعلت جماهيره يفقدون الثقة في تحقيق أي نتائج إيجابية أصابت الكثير منهم بخيبة أمل وحسرة.. فعودة الفريق على الصعيد الآسيوي ليست مسائلة وقت أو مال بقدر ما هي مسألة فكر وعمل فبالتأكيد أن ما يتعرض له فريقهم ليس لغزا محيرا أو عملا مدبرا بقدر ما هو تخبط وفشل وتشتت وربما عبث إداري بالدرجة الأولى وعدم التهيئة النفسية وغياب للفكر التنافسي واحترام الخصوم.. ونتيجة للحساسية واستسلام للضغوط التي فرضها الشارع الرياضي والتي لا تتعامل معه الإدارة بمنطقية كواقع وصل لحد التطير والتشاؤم وإقحام الدين ومهاجمة المنافسين.. وهي بالتأكيد نتائج عكسية لسوء التخطيط في العمل الإداري الاحترافي والتحضير لهذه البطولة على وجه التحديد.

أحدث هذا الإنكسار الانهزامي مفهوم خطير في الفكر الأزرق وشكل هاجسا يؤرق محبيه وصدمة وانعدام للروح ويأس وترقب متكرر لموعد الرحيل على أمل العودة مع إطلاق الوعود وتمنيه النفس وربما رسم الأحلام.. فالهلال لم يعد كبيرا لآسيا كما كان في الأطلال حينما سجل اسمه واسم الوطن بأحرف من ذهب على مستوى الخارطة الآسيوية محققا جميع طموحات محبيه التي عاشت فترات تفتخر بفريقها زعيما لآسيا.

إن جماهير هلال اليوم التي تردد آسيا.. تحترق وتتألم بسبب هذا التعاطي مع المشهد الآسيوي فحجم العمل وجديته رغم وجود القدرات والإمكانيات والدعم لا يتوافق أو يتناسب مع مستوى الطموح.. فبطولة آسيا ليست غريبة على الهلال ولكن الهلال أصبح غريبا عنها.. فلقد كان هناك تفريط في أكثر من استحقاق آسيوي وخروج قاسي يعد من عيار المفاجآت الثقيلة.. لقد كان بالإمكان أحسن مما كان.. فالهلال لم يستفيد من تكرار الإخفاق كدروس مستقبلية.. ولم تحدث رده فعل نلمس فيها التعديل أو نستشعر فيها التصحيح.. فبطولة آسيا الآن ليست سهلة ومستوى الأندية فيها تطور خصوصا في شرق القارة الذي باستمرار يوسع الفارق مع غربها.. فهل سيبقى الهلال زعيما لآسيا في عيون أنصاره حتى وهو يستمر بلعب دور أرنب السباق.

هنا أؤكد أنني لم أستطيع كاتبة عنوان للمقال مثل ” نكسة وخسارة كأس .. ولا قهر أكثر الناس ” كنوع من الاستنكار على بعض وسائل الإعلام التي دائماً ما تخرج عن النص عندما يتقدم فريقها خطوة باعتقادها أن إنصافه يبدأ بمهاجمة المنافسين أو الإساءة لهم.. وليحمل رسالة عتب لصناع التعصب الرياضي وبث الفرقة والسموم التي تعصف بالوسط الرياضي بسبب التعصب والجهل المخيم في عقولها.

تويتر TariqAlFraih@

16