علي مليباري: اكتب ياحسين

علي مليباريأكثر ما يزعجني وأنا أقرأ عن عودة حسين عبدالغني إلى المنتخب هو اعتبار البعض أن اختياره يمثل تكريمًا له بدعوى مشارفته على الاعتزال في نظرهم، أو أن المدرب لوبيز اضطر إلى اختياره بسبب إصابة الظهير الأيسر منصور الحربي.
كلا الأمرين لا يمتان إلى الواقع بصلة، فالمنتخب لم يوجد إلا لتشريف الوطن في البطولات والمحافل، فلا يعقل أن تحجز خانة فيه من أجل إظهار لاعب وتكريمه بالمشاركة على حساب لاعب آخر يفوقه قدرة ومستوى، فضلًا عن أن ذلك لا يرضى حسين نفسه الذي يمثل أنموذجًا مميزًا في الوطنية والإخلاص.
أما من يدعي أن استدعاءه جاء بسبب إصابة منصور الحربي شافاه الله، ففيه من الجهل الكروي الشيء الكثير، فالكل يعلم أن حسين هو الأفضل والأميز منذ سنوات بوجود الحربي وغيره، ولكنه العناد الذي كان يُمارَس في اختيار قائمة المنتخب من قبل الجهازين الفني والإداري عبر حجج واهية وأعذار ضعيفة، ليُحرَم منتخبنا في مرات عديدة من نجوم عمالقة أمثال عبدالغني ومحمد نور، ولم تكن النتيجة إلا ضياع البطولات والبعد عن الواجهة القارية والعالمية.
اختيار حسين وعودته إلى المنتخب هو انتصار للغة العدل ومنطق الحكمة، بعد أن أحس لوبيز أن العناد الذي مارسه هو ومن سبقه لا ينفع فالقائمة يجب أن تضم الأفضل، وبعد أن اقتنع المسؤول الرياضي أن الأمور (زادت عن حدها) فالمشجع قد مل وبات أقرب لناديه من منتخبه في سابقة لم تألفها الكرة السعودية من قبل.
عودة حسين هي عودة الأسد إلى عرينه.. الأسد الذي لا يرضى بالهزيمة، وهي عودة الجوهرة الثمينة إلى البيت الأنيق.. بيت الكرة السعودية المليء بالندية والطموحات والحاضن للمواهب.
يعود إليه حسين (قائدًا) مقدادًا، وتعود معه الجماهير السعودية بمختلف ميولها حبًا في منتخبها بثوبه الجديد، جميعهم يحيون حسينًا وزملاءه الأشاوس، ويهدونهم قلمًا (أخضرًا) كبيرًا، ولسان حالهم ينادي وبصوت واحد: اكتب ياحسين.. اكتب أيها القائد سطرًا إبداعيًا جديدًا في دفتر الكرة السعودية عبر بطولتي الخليج وكأس آسيا.

عن الرياضي

15