أين اللاعب الهدّيف؟

علي مليباريكان الكاتب الكبير المرحوم فوزي خياط يصف العملاق سعيد غراب باللاعب (الهدّيف) كناية عن قدرته البارعة في التسديدات القوية والمحكمة من مسافات بعيدة.

أستاذ الصحافة الرياضية عبدالعزيز شرقي أكّد في غير مرة أن ملاعبنا السعودية لم تنجب لاعبًا يملك قدما قوية وحاسمة مثل سعيد غراب.
في السبعينيات وحتى منتصف الثمانينيات الميلادية، كان النجم أحمد الصغير ملفتًا عن أنداده اللاعبين بتسديداته القوية وتسجيله للأهداف من ضربات ثابتة.
في نهاية السبعينيات أيضًا، قدم إلى الهلال النجم البرازيلي الدولي ريفالينو الذي كان يعد أنموذجًا عالميًا في التسديد من خارج المنطقة وبالأخص الضربات الثابتة، ومع وجوده توقع الجميع أن ينشأ في ملاعبنا جيل يكتسب هذه المهارة من نجم بحجم ريفالينو الذي كان حديث العالم آنذاك. برز حينها لاعبًا في الهلال يدعى فهد عبدالواحد (فهودي) ثم خالد الغانم، ولكنهما لم يستمران طويلًا في الملاعب.
ظلت الكرة السعودية تعاني من هذا الجانب حتى ظهر لنا العالمي سعيد العويران الذي تميز برجله القوية عن باقي زملاء جيله الذهبي، وكانت أهدافه القوية المحلية والدولية وأبرزها هدفه في المنتخب الأرجنتيني في بطولة كأس القارات في الرياض خير شاهد على ذلك..
وبعد اعتزال العويران، لم تأت الكرة السعودية بلاعب وسط أو مهاجم تستطيع الجماهير السعودية أن تطلق عليه صفة (هدّيف)، ولعل بطولاتنا المحلية ومباريات منتخبنا خير شاهد على ذلك، حتى أن مباراة منتخبنا الودية الأخيرة أمام أستراليا.. من باب التأكيد.. لم تشهد أي تسديدات قوية ومميزة من لاعبي الوسط أو الهجوم.
علينا أن نعترف أن ملاعبنا تفتقد منذ زمن إلى نوعية اللاعبين الذين يجيدون التسديد على المرمى من مسافات بعيدة، وأن فقدان هذه الموهبة باتت عيبًا واضحًا يلازم اللاعب السعودي، بينما تحرص الأندية والمنتخبات العالمية على وجودها وتفعيلها مهما اختلفت الخطط وتنوعت طرق اللعب. موهبة التسديد من خارج المنطقة ليست مسؤولية اللاعب والمدرب فقط، إنما هي أيضًا مسؤولية الأندية وسياساتها الخاطئة في عدم الاهتمام بتنمية هذه الموهبة في مرحلة الأشبال والناشئين، وعدم إحضار مدربين مختصين في بناء وتفعيل هذا الجانب، ولا ننسى بالطبع مسؤولية المدرسة التي يجب أن تكون الصانع الأول للموهبة الكروية.

9