الاعلام الرياضي وغثاء السيل

محمد بن عبداتمن يدخل من باب الإعلام بصورة عامة لابد في المقام الأول أن يمتلك الموهبة التي تفرض تواجده الدائم والمقبول والمفيد في هذا المجال فليس كل من رص بضع كلمات (وزهلقها) نطلق عليه من المسميات ونحكم عليه أنه هو سوبر مان الإعلام فالإعلامي الحقيقي سواء كان رياضياً أو غيره هو من يمتلك صياغة أحرف الكلام بأسلوب يتفاعل معه القارئ والمتابع وأهل الخبرة والشأن ويكون طرحه ينصب في خانة الشيء الذي يذهب إليه في مقاله أو تحليله بصورة تكشف المهم والمطلوب عمله برؤية ثاقبة يتبعها أحيانا نقد هادف وبناء يعطي الضوء الواضح للمسار الصحيح.. ناهيك عن كل ذلك أن يكون ذلك الإعلامي يملك خلفية غير عادية من الثقافة حتى يثري المادة التي يكتبها ويستطيع من خلال ذلك تفنيد الكثير من الحقائق والرد على من يتطاول أو يفتري على تاريخ أو إنجازات أو غيرها..
فالناظر اليوم للإعلام الرياضي مثلاً نجد فيه الكثير ممن دخلوا من بابه بصورة أو بأخرى فالبعض من هؤلاء ومن خلال متابعتي لا يجيد سوى أن يمدح فلاناً أو يهاجم علاناً ولو سألته سؤالا بسيطا في الرياضة لتلعثم ولن يستطيع الإجابة عليك.. وهنا أتذكر أنني كنت ذات مرة حاضراً لمباراة ورأيت أحدهم يحاول أن يلتقط صورة لهذا وحديث من ذاك فسألته عن اسمه كونني لم أعرفه في بادئ الأمر فقال أن الإعلامي الرياضي فلان ابن فلان وأكتب هنا وهناك وجلس بعدها إلى جانبي فقلت له اهتمامك بهذا اللقاء ناتج عن كون الفريقين أبطال فرد علي قائلا مالك عاد البطولة (ماخلصت ) كيف تقول عليهم أبطالاً !!
تخليوا هذه واقعة حصلت أمامي بما معنى أن هناك من لا يعرف حتى بطولات الفرق ونجومها السابقين ولا يفهم حتى معنى السؤال الموجه إليه فكيف بالله عليكم من يأتي اليوم ويقيم الإعلام الرياضي ويضع مثل هؤلاء في الصفوف الأولى والغريب في الأمر أنه بأي صفة يحق للبعض تقييم مستويات الكتاب الرياضيين والإعلاميين في هذا المجال عموماً المسألة ليست عواطف أو مناطقية أو محاباة أو من كتب سطرين قال يحق لي أن أقيم مستويات الإعلاميين وأقول هذا الأفضل وهذا الأسوأ والبقية مثل غثاء السيل.. لا ليس الأمر كذلك فالاختيار لهذا الأمر سواءً وفق استفتاء أو مسابقة لأفضل كاتب عمود أو فضل محلل أو غيره يتم من قبل خبراء في هذا المجال ومعهم كبار الفنيين والمهتمين بالشأن الرياضي وممن يملكون الرؤية في فهم ما بين السطور ولديهم باع وخبرات غير عادية في الشأن الرياضي عموماً.. هنا يكمن التقييم الحقيقي فالمسألة لا تتخذ بصورة عشوائية أو بالأسماء أو بالألوان كون بعض الأسماء لون مدادها في الأصل كغثاء السيل.

11