“الأثرياء” يفرضون سطوتهم في سوق انتقالات أوروبا

رودريغيز

هيمنت حفنة من الأندية الثرية على سوق الانتقالات الصيفية في القارة الأوروبية بصفقات خيالية شملت لاعبين مثل الأرجنتيني أنخل دي ماريا والكولومبي جيمس رودريغيز، فيما اكتفت الغالبية العظمى من الأندية الأخرى بعمليات بيع وشراء “صغيرة” بهدف المحافظة على التوازن في ميزانياتها.

بدأ عملاقا الدوري الألماني بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند التخطيط مبكراً للموسم الجديد حيث قام الأول وعلى غرار الموسم الماضي بخطف خدمات المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي من غريمه المحلي الذي سبق ان خسر ماريو غوتزة لمصلحة النادي “البافاري” الصيف الماضي.

حاول دورتموند التعويض بضمه الإيطالي تشيرو إيموبيلي من تورينو والكولومبي أدريان راموس من مواطنه هرتا برلين مقابل 30 مليون يورو للاعبين، كما عزز دفاعه بماتياس غينتر من مواطنه فرايبورغ وتعاقد نهائياً مع لاعبه السابق التركي نوري شاهين الذي خاض معه الموسم الماضي على سبيل الإعارة من ريال مدريد الإسباني.

ويبدو فريق المدرب يورغن كلوب في طريقة لاستعادة لاعب سابق آخر متمثل بالياباني شينجي كاغاوا المرشح انضمامه مجدداً الى الفريق من مانشستر يونايتد الإنجليزي قبل اقفال باب الانتقالات الصيفية منتصف ليل الإثنين المقبل.

وفي المقابل، اضطر بايرن إلى العودة مجدداً لسوق الانتقالات من أجل تعزيز خط وسطه بالإسباني تشابي الونسو مقابل 8 ملايين يورو من ريال مدريد وذلك بسبب إصابة مواطنه خافي مارتينيز وباستيان شفاينشتايغر كما نجح في خطف قلب الدفاع المغربي مهدي بنعطية من روما الإيطالي مقابل 26 مليون يورو.

ومول فريق المدرب الإسباني غوسيب غوارديولا هذه الصفقات من بين توني كروس إلى ريال مدريد مقابل 30 مليون يورو والكرواتي ماريو ماندزوكيتش الى جار الأخير أتلتيكو مدريد مقابل 22 مليون يورو.

أما بالنسبة للأندية الأخرى، فقد أنفق باير ليفركوزن 22 مليون يورو من أجل تعزيز صفوفه للموسم الجديد، بينها 5ر15 مليون يورو لضم الشاب الواعد هاكان كالهانوغلو من هامبورغ، فيما كان العاجي سالومون كالو من “أبرز” صفقات أندية الصف الثاني في الـ”بوندسليغا” بانتقاله من ليل الفرنسي إلى هرتا برلين.

كان تشلسي دون أي شك الأكثر نشاطاً بين منافسيه في الدوري الإنجليزي الممتاز في سوق الانتقالات الصيفية حيث أنفق حوالي 95 مليون يورو لتعزيز صفوفه للموسم المقبل بهدف محاولة انتزاع اللقب من مانشستر سيتي، وكان الإسباني-البرازيلي دييغو كوستا أكبر صفقاته بعدما أنفق 38 مليون يورو لضمه من أتلتيكو مدريد، كما أعاد فريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الإسباني الآخر سيسك فابريغاس إلى عاصمة الضباب بضمه من برشلونة مقابل 33 مليون يورو.

كما عاد العاجي المخضرم ديدييه دروغبا إلى الفريق دون مقابل بعد انتهاء عقده مع غلطة سراي التركي، وعزز فريق الـ”بلوز” دفاعه بالبرازيلي فيليبي لويس من أتلتيكو مدريد مقابل 20 مليون يورو حيث سيلعب إلى جانب رفيق الدرب في “فيسنتي كالديرون” الحارس البلجيكي تيبو كورتوا الذي اعاده مورينيو الى الفريق بعد انتهاء فترة اعارته لبطل الدوري الإسباني.

وأخيراً أدرك آرسنال أنه بحاجة للسير على خطى منافسيه في سوق الانتقالات لكي ينافس على اللقب الذي غاب عنه منذ فترة طويلة، فانفق أكثر من 77 مليون يورو لتعزيز صفوفه وأبرز صفقاته تمثلت بضمه النجم التشيلي اليكسيس سانشيس من برشلونة مقابل حوالي 38 مليون يورو، إضافة إلى إنفاقه أكثر من 20 مليون يورو بقليل لضم الظهير الأيمن كالوم تشامبرز من ساوثمبتون و15 مليون لضم الظهير الأخر الفرنسي ماتيو ديبوشي من نيوكاسل.
لكن قد يجد المدرب الفرنسي آرسين فينغر نفسه مضطراً إلى إنفاق المزيد من الأموال بعد تعرض مواطنه المهاجم أوليفيه جيرو لإصابة ستبعده عن الملاعب لفترة طويلة ويتم الحديث حالياً عن العاجي ويلفريد بوني (سوانسي سيتي) أو الفرنسي الآخر لويك ريمي الذي يحلم بترك كوينز بارك رينغرز، أو حتى داني ويلبيك الذي يبدو خارج حسابات المدرب الجديد لمانشستر يونايتد الهولندي لويس فان غال الذي أدرك بدوره وبعد البداية الكارثية لفريقه في الدوري أنه بحاجة للتحرك قبل فوات الأوان فقام بضم دي ماريا من ريال مدريد مقابل صفقة خيالية بلغت 75 مليون يورو، كما عزز صفوفه بالظهير الأرجنتيني ماركوس روخو من سبورتينغ لشبونة البرتغالي مقابل 20 مليون يورو، لترتفع قيمة انفاق “الشياطين الحمر” في سوق الانتقالات الى حوال 170 مليون يورو بعد ان سبق وتعاقد مع الإسباني أندير هيريرا مقابل 36 مليون يورو ولوك شوك مقابل 38 مليون.

اما في ما يخص العملاقين الآخرين مانشستر سيتي حامل اللقب وليفربول وصيفه، فكان صيف الأول هادئاً نسبياً بعدما قرر مدربه التشيلي مانويل بيليغريني اعتماد سياسة الثبات والمحافظة على التوازن بين المداخيل والإنفاق بسبب عقوبة الاتحاد الأوروبي، فكان المدافع الفرنسي الياكيم مانغالا أكبر صفقاته (40 مليون يورو من بورتو البرتغالي) إلى جانب لاعب الوسط البرازيلي فرناندو (15 مليون من بورتو أيضاً).

ومن جهته، بدا ليفربول عازماً على محاولة الفوز باللقب هذا الموسم ايضا بعد أن أفلت منه في الجولة الختامية وحصل على التمويل اللازم لتعزيز صفوفه بعد بيعه المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز إلى برشلونة مقابل 81 مليون يورو.

وأنفق فريق المدرب الأيرلندي الشمالي برندن رودغرز ما مقداره 152 مليون يورو في سوق الانتقالات الصيفية بضمه 8 لاعبين جديد على رأسهم المهاجم الإيطالي ماريو بالوتيلي الذي سيعود إلى الدوري الممتاز مجدداً قادماً من ميلان مقابل 20 مليون، فيما كان لاعب وسط ساوثمبتون آدم لالانا الاكثر تكلفة (31 مليون يورو) إلى جانب زميله المدافع الكرواتي ديان لوفرن (30ر25 مليون يورو) والظهير الصربي لازار ماركوفيتش (25 مليون يورو من بنفيكا البرتغالي).

حافظ الدوري الإسباني على تقليده في سوق الانتقالات مع الصفقات الخيالية لعملاقيه ريال مدريد وبرشلونة اللذين يسعيان إلى استعادة احتكارهما للقب المحلي بعدما انتزعه منهما أتلتيكو الموسم الماضي.

وأنفق ريال مدريد 120 مليون يورو حتى الآن من أجل ضم ثلاثة لاعبين من الطراز الرفيع وهم الكولومبي جيمس رودريغيز (80 مليون يورو من موناكو الفرنسي) والألماني توني كروس (30 مليون) والحارس التشيلي كايلور نافاس (10 ملايين يورو من ليفانتي).

ويبدو أن فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي لم يكتف إذ ذكرت بعض وسائل الإعلام أنه يسعى إلى خطف خدمات نجم كبير آخر قبل إقفال باب الانتقالات وهو الكولومبي الآخر راداميل فالكاو من موناكو الفرنسي خصوصاً بعد أن حصل على الأموال الكافية جراء بيعه دي ماريا إلى يونايتد.

أما بالنسبة للغريم الأزلي برشلونة، فكان أكثر نشاطاً من النادي “الملكي” بعدما أنفق 157 مليون يورو لضم لاعبين مثل سواريز الذي كلفه اكثر من 80 مليون يورو رغم أنه لن يتمكن من الاعتماد عليه قبل أكتوبر(تشرين الأول) المقبل بسبب الإيقاف لعضه الإيطالي جورجيو كييليني في مونديال 2014.

وحاول المدرب الجديد لويس أنريكي تعزيز كافة الصفوف بضم الحارسين المكسيكي كلاوديو برافو والألماني مارك-أندريه تير شتيغن والمدافعين البلجيكي توماس فيرمايلن والبرازيلي دوغلاس والفرنسي جيريمي ماتيو ولاعب الوسط الكرواتي إيفان راكيتيتش.

وسيسعى برشلونة في الساعات القليلة المتبقية إلى تعزيز صفوفه بالمزيد من اللاعبين تحسباً للموسم المقبل خصوصاً إذا فشل في استئناف قرار الاتحاد الدولي “فيفا” أمام محكمة التحكيم الرياضي بعد منعه من إجراء أي تعاقدات في فترتي انتقالات اي في يناير(كانون الثاني) والصيف المقبل بسبب مخالفته قواعد ضم اللاعبين الشبان.

وكعادته، كان أتلتيكو متحفظاً في نشاطه على ساحة الانتقالات رغم فوزه باللقب للمرة الأولى منذ 1996 وذلك بسبب الأزمة المالية التي يمر فيها، إلا أنه استفاد من بيع بعض اللاعبين على رأسهم دييغو كوستا وفيليبي لويس إلى تشلسي من أجل ضم الفرنسي أنطوان غريزمان (30 مليون يورو من ريال سوسييداد) وماريو ماندزوكيتش (22 مليون من بايرن ميونخ)، كما اضطر لانفاق 16 مليون يورو من أجل تعويض عودة الحارس كورتوا إلى تشلسي بضمه السلوفيني يان أوبلاك من بنفيكا البرتغالي.

أين ايطاليا اليوم من إيطاليا الامس؟ هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه بالنسبة للدوري المحلي الذي كان الاستقطاب الأهم للنجوم الكبار قبل أن يصل به الأمر إلى عجز أنديته الكبرى عن الاحتفاظ بلاعبين مثل بالوتيلي أو بنعطية، وتشهد الساعات القليلة المتبقية رحيل نجم آخر بشخص التشيلي أرتورو فيدال الذي يثير اهتمام مانشستر يونايتد وريال مدريد ما قد يدفعه إلى توديع يوفنتوس بطل المواسم الثلاثة الأخيرة الذي عجز ورغم احتكاره للقب المحلي ومشاركته في دوري الأبطال من إقناع لاعب من عيار فالكاو بالانضمام إليه.

وحتى أن المدرب أنتونيو كونتي وصل إلى حالة اليأس مع إدارة يوفنتوس وقرر ترك مكانه لماسيميليانو إليغري والإشراف على المنتخب الوطني بسبب عدم تلبية رغباته بالتعاقد مع لاعبين قادرين على قيادة الفريق الى مراحل متقدمة في دوري أبطال أوروبا.

ولم ينفق يوفنتوس أكثر من 37 مليون يورو في سوق الانتقالات الصيفية وكانت حصة الأسد منها للمهاجم الإسباني الفارو موراتا الذي كلفه 20 مليون يورو لضمه من ريال مدريد.

وبدوره، حاول إنتر الذي عرف في المواسم الأخيرة أنه أكثر الفرق الإيطالية إنفاقاً قبل أن ينكفىء ويعتمد سياسة تقشفية رغم نجاحه في إحراز دوري أبطال أوروبا عام 2010، فلم يتمكن من إقناع الأرجنتيني ايزيكييل لافيتزي (باريس سان جرمان الفرنسي) بالعودة إلى الدوري الإيطالي، ورغم الموسم المخيب الذي اختبره الموسم الماضي اكتفى إنتر بانفاق 12 مليون يورو فقط في سوق الانتقلات وكان لاعب الوسط التشيلي غاري ميديل أبرز صفقاته بعد أن دفع 8 ملايين يورو لضمه من كارديف سيتي الويلزي.

والوضع ذاته ينطبق على الجار ميلان الذي أصبح شبح الفريق الذي أرعب القارة الأوروبية في السابق وجعله محط اهتمام أفضل نجوم العالم، وأبرز دليل على ذلك انه لم ينفق أكثر من 75ر4 ملايين يورو رغم تخليه عن بالوتيلي مقابل 20 مليون وكان تعاقده نهائياً مع المدافع الفرنسي عادل رامي مقابل 25ر4 ملايين يورو من فالنسيا الإسباني أكبر إنفاقاته للموسم الجديد.

أما بالنسبة للمنافس الآخر نابولي، فلم يجر أي تعاقدات ملفتة وهو ضم لاعب الوسط الهولندي جوناثان دي غوزمان من فياريال الإسباني مقابل 6 ملايين يورو واستعار لاعب الوسط الإسباني ميتشو من سوانسي سيتي وضم قلب الدفاع السنغالي-الفرنسي كاليدو كوليبالي من غنك البلجيكي مقابل 7 ملايين.

يمكن القول أن الدوري الفرنسي كان هادئاً في سوق الانتقالات خلافاً للمواسم الأخيرة، وتجسد ذلك باكتفاء باريس سان جرمان البطل وصاحب الصفقات الخيالية بضم لاعبين فقط هما البرازيلي دافيد لويز من تشلسي مقابل 50 مليون يورو والظهير العاجي سيرج أورييه على سبيل الإعارة من مواطنه تولوز، وذلك بسبب الرقابة التي فرضها عليه الاتحاد الأوروبي نتيجة مخالفته لقاعدة اللعب المالي النظيف.

أما بالنسبة لفريق الإمارة موناكو، فكان أيضاً متحفظاً خلافاً لموسمه الأول بعد عودته إلى دوري الأضواء (انفق حينها 178 مليون يورو لضم فالكاو والبرتغالي جواو موتينيو وجيمس رودريغيز وجيريمي تولالان)، إذ انفق 24 مليون يورو، بينها 13 مليون مقابل المدافع التونسي أيمن عبد النور القادم من تولوز.

 

10