حسين الشريف يتحدث عن : سمسرة سعادة الرئيس
حسين الشريف

حسين الشريف

سعدت كثيرا بلقاء الصديق العزيز والخلوق ووكيل أعمال اللاعبين غرم العمري يوم أول من أمس في جدة ودار بيننا حديث طويل عريض عن الشأن الاحترافي ومتاعبه وهمومه وفتح لي أبو خالد قلبه «الطيب» وتحدث بصراحته المعهودة وكأنه لم يتحدث من قبل، وأخذنا نصول ونجول في دهاليز الاحتراف وما تتضمنه من قصص كالتي تروى في ألف ليلة وليلة وبرغم من سخونة الحديث وقوته إلا أنني سأنشر جزء منه قريبا والجزء الآخر سيحفظ في ذاكرتي لأنه غير قابل للنشر نزولا عند رغبة «أبو خالد» على اعتباره من أسرار مهنته.

غرم العمري كشف في حديثه معي عن عدة قضايا سوف أتناولها تباعا في «عكاظ» على شكل تقارير وحوارات وسأسعى جاهدا لاستضافة عدد من المعنيين برياضة كرة القدم والقائمين عليها لمعرفة انطباعهم حول ما يدور خلف الأبواب المغلقة وبين سطور العقود المبرمة لعلنا أن نسهم جميعا في القضاء على الفساد الإداري بالأندية كما وصفه غرم العمري في حديثه، فهذا دورنا كإعلام رياضي ننشد النزيه فيما نقدمه لخدمة رياضة وطن..
ولعل ما استوقفني في حديث العمري هو العالم الآخر الذي يدار خلف كواليس الاحتراف بالأندية وعلاقتها باللاعبين، وسمسرة بعض مسؤوليها الفاضحة على كل عقد يبرم باسم النادي مما جعل مصالح الأندية وكرة القدم السعودية تذوب وتنصهر في إناء المصالح الشخصية لمنسوبيها، ولم تكن الفاجعة من وجهة نظري في سمسرة الإداريين أو المدربين والتي ربما اعتدنا عليها وإنما في دخول رؤساء أندية في اللعبة.. فهذا الفساد بعينه!!
إنه لأمر محزن ومقلق على حد السوء أن يصل ببعض رؤساء الأندية إلى هذا المستوى، وهم المعنيون بالمحافظة على مكتسبات النادي والمحزن الأكثر أن هؤلاء هم سعوا إلى إخلال الأنظمة الاحترافية؟ بحثا عن عمولات مالية من جراء جلبهم لهذا المدرب أو ذاك اللاعب، منتهكين بذلك أمانة العمل الإداري التي طوقت بها عنقه، ناهيك عن الابتزاز الذي يجده اللاعبون الناشئون من بعض المدربين بربط مشاركتهم مع الفريق في المباريات بالتوقيع مع أسماء معينة من الوكلاء؟ ضاربين بذلك المصلحة العامة عرض الحائط..
حقيقة، الأمر خطير ويتطلب التدخل من المسؤولين، فإذا كان هذا حال بعض رؤساء الأندية فما بالك بالإداريين ووكلاء اللاعبين الذين هم أيضا انزلقوا في مستنقع محظور يتمثل في دفع الوكيل مبالغ مالية بدون وجه حق للاعبين من أجل الحصول التوقيع معهم والتسويق لهم في تصرف لا يقبله الدين ولا يقره الخلق، وأن السكوت على مثل هذه الموضوعات يساعد على استمرارها وتفشيها.
إنني من هذا المنبر أطالب كافة القيادات الرياضية وعلى رأسهم سمو الرئيس العام بفتح هذا الملف الصعب والشائك والعمل على وضع آلية وأنظمة قوية تحفظ لرياضتنا هيبتها والتشديد على ضرورة تنفيذها من أجل المحافظة على مكتسباتنا الرياضية.
غرم العمري والذي أعده نموذجا مثاليا لوكيل أعمال اللاعبين الصادقين والحريصين على سمعة ومكانة الكرة السعودية لم يتحدث بهذا الموضوعات إلا من دافع غيرة ومحبة للكرة السعودية.. فشكرا غرم.

نقلاً عن عكاظ

17