الحربي يكتب: أمة محطمة تشجع الجزائر!

أمام شاشات التلفاز التي لازالت تقطر نشرات أخبارها بالدماء العربية البريئة انطلقت هتافات ملايين العرب من المحيط إلى الخليج فرحا بانتصارات المنتخب الجزائري في مونديال البرازيل، حركت شجاعة محاربي الصحراء داخل المستطيل الأخضر مشاعر العرب الذين غرقوا في سلسلة من النكبات والصراعات الوحشية التي شهدتها المنطقة العربية في السنوات الأخيرة حتى ظن قسم كبير منهم أن شعورهم بالحنين لعروبتهم قد انتهى إلى الأبد، فشكرا لأبطال الفريق الجزائري الذين أشعلوا ما تبقى من جذوة الاعتزاز في قلب أمة جار عليها الزمان وضاقت بنكساتها المتوالية أرجاء المكان فلم تجد وسط كل هذا الحطام التاريخي مساحة لفرح سوى تشجيع هذا الفريق الذي جاء ليمثل أمة تحترق على الهواء مباشرة!.
**
نهنئ سمو الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد بالثقة الملكية السامية ونتمنى له كل التوفيق في مهمته الجديدة ونأمل أن تنجح الرياضة السعودية في عبور عنق الزجاجة الذي امتد لعشرين عاما كاملة هي عمر الاحتراف في ملاعبنا، فقبل ذلك نجح اللاعبون الهواة بصناعة المستحيل والتأهل للدور الثاني من المونديال، وكانت المفارقة في أن اللاعبين المحترفين لم يضاعفوا حجم الإنجاز الذي صنعه أسلافهم الهواة بل على العكس من ذلك حيث توالت نكساتهم حتى وصل بهم الحال إلى درجة العجز عن تجاوز التصفيات التمهيدية للمونديال مثلهم مثل أضعف فرق القارة.
**
مثلما هناك رعاية للشباب فإن رعاية (الشياب) واجبة، وفي سياق الخطوات الجديدة المحمودة للأحوال المدنية التي تتمحور حول سرعة إنجاز معاملات المواطنين اعتمادا على الخدمات الإلكترونية المتطورة جاء الإعلان عن خدمة كبار السن في منازلهم في لمسة تستحق التقدير ولكن ما يثير الاستغراب بخصوصها هو اشتراط الأحوال المدنية بألا يقل عمر المسن المستفيد من هذه الخدمة عن 85 عاما!!.. أصلا من تجاوز الخامسة والثمانين لا يحرص على الذهاب لفروع الأحوال المدنية كي يجددوا بطاقة الهوية ..لذلك يا أحوالنا خفضوا الشرط 20 عاما أو 15 عاما كي يكون مفيدا فعلا لكبار السن.
**
كل عام وأنتم بخير ومبارك عليكم حلول شهر رمضان المبارك، يغيب هذا العمود وصاحبه طوال أيام الشهر الفضيل في إجازة نحاول خلالها أن نستعيد التقاط الأنفاس ثم نعود لكم بمشيئة الله بعد رمضان كي نتقاسم الكلمات وقهوة الصباح.

مقالة للكاتب خلف الحربي عن جريدة عكاظ

15