رمضان .. تهذيب رياضي

طارق ابراهيم الفريحهناك ثوابت نتفق عليها بأن شهر رمضان المبارك شهر عبادة وروحانية.. فهو شهر الخير والبركة وشهر القرآن والفتوحات والمغفرة والرحمة والعتق من النار.. فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين وتزداد أعمال الخير وصلة الأرحام.. وهو فرصة للتوبة ولمراجعة النفس وتصحيح النهج.

إن روحانية وعظمة شهر رمضان لا تتعارض مع طبيعية الحياة وحاجات الجسم خصوصا مزاولة الرياضة والتي اعتبرها فرصة تتماشى مع روحانية هذا الشهر الفضيل.. فالإنسان متى ما نظم وأداره وخطط وقته استطاع أن يهيئ نفسه ويوازن بين أموره…. فممارسة الرياضة بانتظام ثقافة وتهذيب نفسي وتدريب ذهني وبدني وحركي وفائدة عامة.. لذا نحتاج جميعاً لممارسة أي نوع من أنواع الرياضة المتاحة والمناسبة للجسم والمتوافقة مع العمر والتي يفضل أن تكون تحت إشراف متخصص كرياضة المشي والتدريبات والسباحة أو بعض الرياضات الجماعية.. وتشجيع أبنائنا على ممارستها ومشاركتهم لها وتمكينهم من ذلك.. فللأبناء طاقة واندفاع والرياضة بكل تأكيد تشغل حيزا من تفكيرهم ونخن نريد كسبهم وليس كبتهم.. ففي ممارسة ومزاولة الرياضة أو متابعتها فوائد مجتمعة من جهة وقتل لوقت الفراغ من جهة أخرى والذي قد يقضيه أبنائنا ولساعات في أمور أخرى نخشاها ولا تفيدهم ولا تنفعهم كمتابعة بعض القنوات الموجهة والتي تمادت في طرحها الهابط وتعدت حدود المقبول.. أو تصفح بعض مواقع الإنترنت والتي قد تضر بروحانية هذا الشهر وتفسد الكثير.

هنا أؤكد أنه متى ما فرغ هؤلاء الشباب طاقاتهم من خلال الرياضة استطعنا كسبهم وسنجدهم بطاقة إيجابية متجددة تساعدهم على التقرب منا أكثر والابتعاد عن طرق كثيرة لا نريدها.. فهناك أصوات تنتظرهم وتتصيدهم وتستغل كبتهم وعدم تفهم أولياء أمورهم ومجتمعهم لحاجاتهم ومشاكلهم.. سيندفعون لهم وتستدرجهم إلى اتجاه لا نريده ولا نرضاه وبالتالي خسارتهم لنفسهم ومستقبلهم ودينهم.. فعلينا مشاركتهم همومهم وتشجيعهم والتواجد معهم فمهما كانت الظروف فإننا بممارسة الرياضة دائما وخصوصا في رمضان سنشعر بسعادة أكثر.

 

تويتر tariqsports@

 

18