علي حمدان يكتب: حضارة جديدة.. علموا بلاتر

خبر مفرح أسعد عاشقي كرة القدم في المملكة، حيث أمر خادم الحرمين الشريفين -حفظة الله- ببناء 11 إستادا كرويا في معظم مناطق المملكة وفقا للمواصفات العالمية.

نعم خبر قوي جدا ولو علم عنه بلاتر لاستقل طائرته فورا من البرازيل، وجاء ليشكر الملك عبدالله على هذا البذل السخي للعبة كرة القدم بل ولقدم له شكر الأسرة الكروية حول العالم، لأن بناء إستاد جديد شيء رائع وعظيم في مجال اللعبة، ولكن بناء 11 إستادا أمر مختلف كليا، إنها حضارة جديدة لكرة القدم السعودية.

في 26 أبريل الماضي كتبت في نفس هذه المساحة مقالا بعنوان “أرامكو وبس” وكنت أتحدث عن الجوهرة المشعة، وأكدت في المقال حاجتنا إلى 10 إستادات كروية جديدة خلال خمس السنوات المقبلة، وها هو الأمر الملكي يأتي بأحد عشر ملعبا.

هناك نقاط لابد أن نتحدث عنها بخصوص هذا السخاء الكبير للشباب الرياضي من قبل الملك يحفظه الله، وهي تتعلق بأهمية أن تكون الإستادات طبقا لمواصفات لائحة بناء الإستادات الكروية الصادرة من الفيفا عام 2005 من حيث السعة لإقامة المباريات الدولية والبطولات العالمية مستقبلا.

ولا بد أن تشمل كل التفصيلات الجديدة في عالم بناء الإستادات الكروية، ومتطلبات الفيفا لغرف اللاعبين الأربع، من حيث المساحة والتصميم والتجهيزات، وغرف التدليك وغرف الحكام والمراقبين، ومواقف السيارات والحافلات والمداخل والمخارج ودورات المياه، ومحلات بيع الأطعمة والهدايا والملابس، وأن تكون غرف اللاعبين تحت المنصة الرئيسة، هي تفاصيل دقيقة ولكن لا يمنع تشكيل لجنة متابعة “متخصصة في كرة القدم” لتكون الوسيط بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبين الشركة المنفذة.

إن تسليم مثل هذا المشروع الحيوي لشباب هذا الوطن إلى الشركة العملاقة “أرامكو” هو الفيصل في تنفيذ المشروع في وقته والاستفادة من الأمر الملكي بأسرع وقت ممكن لتنفيذ الحضارة الجديدة لكرة القدم السعودية.

ولا بد أن يواكب هذا العمل الجبار نقلة نوعية في عمل اتحاد كرة القدم، وسرعة أكبر في تطوير نظامه الأساسي ولوائحه التفسيرية، ولجانه، والاستفادة من خبراء كرة القدم الحقيقيين وليس الأقارب والأصدقاء وزملاء الميول أو الموظفين الذين وجدوا أنفسهم فجأة في الاتحاد، وهم ليسوا من عائلة كرة القدم، والعمل كمؤسسة مجتمع مدني مستقلة في قراراتها وآليات عملها عن الرئاسة العامة ومكاتبها الرئيسة والفرعية وعن اللجنة الأولمبية، وأن تكون للاتحاد مكاتبه الفرعية الخاصة به في كل مناطق المملكة، بمعنى استقلال تام في آلية العمل، وأن يقوم الاتحاد ببناء مقر مستقل له يليق باتحاد كرة القدم السعودي وليس “غريفات” متناثرة في مبنى اللجنة الأولمبية.

ولا يمنع من طرح أمنيتي بتسمية أحد هذه الملاعب باسم أسطورة كرة القدم السعودية ماجد عبدالله على غرار ما نشاهده اليوم في مونديال البرازيل من وجود أسماء النجوم الكبار على إستادات كأس العالم مثل “جارينشا”؛ لأن مثل هذا العمل سيعطي الفيفا والأسرة الكروية العالمية – التي تعرف ماجد عبدالله وتعرف موهبته وعطاءه – انطباعا عن مدى الشكر للنجوم الكرويين، لأن إطلاق أسمائهم نوع من التقدير لما قاموا به خلال مسيرتهم الكروية وخدمتهم للعبة محليا ودوليا.

مقالة للكاتب علي حمدان عن جريدة الوطن

17