قرارُ ملكٍ وفرحةُ وطن

سلطان الزايديفرح الرياضيين بأمر الملك -حفظه الله-، واستبشروا خيراً بعودة الرياضة السعودية لسابق عهدها بعد عودة الاهتمام بها، وتقديم كلِّ ما يصبُّ في خدمة الرياضة والشباب، فالأمر الملكي سيكون له مردوداً إيجابياً على كلِّ المنافسات الرياضية في كلِّ أنحاء المملكة، وسيستفيد الجميع على حدٍّ سواء من كل ما تقدِّمه الدولة لشباب الوطن، بقي أن يكتمل الأمر بشكلٍ فعليٍّ، ونراه على أرض الواقع حقيقةً يشاهدها الجميع في أقرب وقتٍ؛ لهذا من المهمِّ أن يكون العمل وفق خطةٍ متوازنةٍ، تجعل من تنفيذ هذا القرار يسير بشكلٍ سهلٍ وإنسيابيٍّ، ويكون جاهزاً بشكلٍ كاملٍ في وقتٍ واحدٍ، فالإطالة في مدة التنفيذ لا تخدم أهداف القرار.

إنَّ ما عُمل في إستاد الملك عبد الله في جدة من الشركة المنفذة يجب أن يكون نموذجاً يُحتذى به، حتى تكتمل المشاريع بالشكل الجيد، وفي الوقت المحدد؛ لهذا فإنَّ تطبيق هذا النموذج بكلِّ تفاصيله سيكون متوافقاً مع قرار الملك، وسيجعلنا في فترةٍ وجيزةٍ جداً نرى الإحدى عشر ملعباً قد انتهى العمل فيها، وهذا ما يتمنَّاه الجمهور الرياضي في كلِّ المناطق التي شملها أمر الملك.

فالحقيقة التي يعرفها الجميع أنَّ المملكة العربية السعودية تنعم بوفرةٍ في الخيرات، ولا يُستغرب من ولاة الأمر هذا الاهتمام، وما يأمرون به يجب أن يقابله اهتمامٌ بقدر اهتمامهم واستشعارهم بالمسؤولية، ومَن لا يستطيع أن يستشعر تلك المسؤولية، ويسعى جاهداً لتقديم عملٍ مرضيٍّ عليه أن يتنحى ويترك المجال لغيره حتى يعمل، هكذا يقول المنطق، فلا مكان للمتقاعسين في شأنٍ كهذا .

وإسناد المشاريع المراد تنفيذها بأمر الملك يجب أن تكون وفق معايير معينةٍ، تحكمها الخبرة والجودة في التنفيذ، مع الالتزام بمواعيد التنفيذ المتفق عليها، من أجل هذا يجب أن يكون الاختيار وفق أسسٍ حديثةٍ، ومستوى عالٍ من القدرة والجودة، وتوثيق كل الاتفاقيات بعقودٍ قانونيةٍ ملزمةٍ لكلِّ الأطراف بشروطٍ جزائيةٍ، يلتزم بها مَن يخلُّ ببنود العقد الموقَّع بين أطراف العمل.

ومن المهم أن تكون هناك لجنة من رعاية الشباب مُشكلة من أهم المهندسين والقانونيين، الذين لديهم خبرةٌ هندسيةٌ وقانونيةٌ في مثل هذه المشاريع؛ حتى يقوموا بدور الإشراف على هذا العمل، وتدوين الملاحظات، ووضع التصور العام بشكلٍ مستمرٍّ طوال فترة العمل، مع كتابة التقارير اللازمة لهذا الأمر، لتطلع عليها كلُّ اللجان المخولة بمتابعة هذه المشاريع.

يقول رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم “أحمد عيد”: أنَّ هذا القرار المتضمن إنشاء أحد عشر ملعباً سيمنحنا فرصة القدرة على تنظيم المسابقات المحلية بأريحيةٍ أكبر وبتوسعٍ أكثر، وسيكون المجال متاحاً لاستضافة بعض المنافسات الرياضية على المستوى الإقليمي والعالمي.

ونحن بدورنا كمتابعين نتمنى ذلك، لكن لن يحدث ما قال بالكلام فقط، يجب أن تكون هناك خططٌ واضحةٌ من اتحاد الكرة؛ للسير في هذا الاتجاه المهم لمكانة المملكة العربية السعودية كدولةٍ رائدةٍ يعمُّها التطور والعمران في كلِّ أرجائها.

وكذلك يمكننا الاستفادة من الإحدى عشر منشأةً، التي أمر بها الملك اقتصادياً بالنسبة لاتحاد الكرة الذي يعاني مادياً بشكلٍ مستمرٍّ، فهذه الإستادات الرياضية التي تتسع لأكثر من 45 ألف مشجعٍ ستجعل اتحاد الكرة في رغدٍ من العيش إذا تمَّت الاستفادة منها اقتصادياً، من خلال المنافسات المحلية والشركات الراعية، وهذا كله يحكمه مدى قدرة اتحاد الكرة على التطوير وإيجاد أفكارٍ جديدةٍ تخدم هذا الجانب، والنماذج الجيدة للاستفادة منها اقتصادياً حول العالم كثيرةٌ، ويسهل متابعتها، ووضع خططٍ مستقبليةٍ وفق استراتيجياتٍ واضحةٍ من أجل الاستفادة منها اقتصادياً، حتى لو كلَّف الأمر الاستعانة بالخبرات الأجنبية في هذا الشأن.

إنَّ الإعلام الرياضي طالب منذ سنواتٍ بمثل هذه المشاريع الرياضية الكبيرة بهذا الحجم والكم، بقي أن تكون الكيفية وفق التطلعات من أجل شباب الوطن، فالحلم اليوم أصبح حقيقةً، وبتوفيق الله سيعمُّ نفعها، ليستفيد منها أكبر عددٍ من شباب الوطن.

ودمتم بخير،،،

سلطان الزايدي

@zaidi161 تويتر

12