ما تبونا نغيّر المدرب؟

(29) مدرباً تعاقبوا على تدريب الأخضر منذ عام 1986م حتى يومنا هذا ، وقله منهم فقط استمروا حتى نهاية عقدهم التدريبي ، حتى وصل بنا الحال أن يشرف أحدهم على تدريب منتخبنا (مباراة واحدة فقط) ! فضلاً عن مدربي الطوارئ!

قارن ذلك بنفس الفترة التي أمضاها المدرب العالمي “فيرجستون” خلال رحلته التدريبية للنادي العتيد مانشستر يونايتد فرأينا مدربه الوحش الاسكتلندي يحقق معه بطولات عديدة لا يتسع المقال لذكرها ، فبوصلة (السير) تعرف طريقها للبطولات دائماً ، وبرغم العثرات والاخفاقات التي مرّ بها الفريق (كحال باقي الفرق) إلاّ أن إدارة النادي لم تكن لتنهي عقده بسبب خسارة موسم أو موسمين أو ثلاثة طيلة السنوات التي قضاها في النادي نظراً لما يتمتع به من حس تدريبي عالي وعجيب وفهم لنفسيات لاعبي الفريق.

في المقابل ، نستطيع أن نُجمل (أبرز) انجازات الأخضر مع من تعاقب عليه من مدربين خلال نفس الفترة في بطولتي كأس أمم آسيا 88 و 96 وكأس الخليج 94 و 2002 و 2003 ، إضافةً إلى التأهل لنهائيات كاس العالم.

ليس سراً أن الشارع الرياضي السعودي أصيب بخيبة أمل كبيرة بعد المستويات المتواضعة والهزيلة خلال رحلة المنتخب الأخيرة والتي يبدو أنها ستضع الأخضر ضمن ذيل تصنيف الفيفا لشهر مايو ؟! والذي سيحمل معها تكهنات الشارع في إقالة لوبيز من عدمه!

وبغض النظر عن هذه التكهنات ، إلا أننا ما زلنا الأبرز عالمياً في إنهاء عقود المدربين ، فالحيثيات والمبررات تكاد تكون مكررة طيلة السنوات الماضية والتي تأتي (من وجهة نظري) ضمن عدم تحمل الاتحاد مسئولياته في هذه الإخفاقات ، بسبب عدم وجود رؤيا واضحة يسير عليها منتخبنا الوطني ، فبعدما كنا اسياداً لآسيا أصبح غاية طموحنا التأهل والمشاركة بغض النظر عن النتائج.

فهل سيفعلها اتحادنا المبجل ؟! أم سيراجع مسؤوليه سياسة الإقالة التي لم تعد تجدي نفعاً في امتصاص غضب الشارع الرياضي .. والعمل على إعادة هيبة الأخضر ووضعه في المسار الصحيح والعودة به لعصره الذهبي مع مهندس الإنجازات الحقيقي الأمير فيصل بن فهد رحمه الله تعالى.

همسة :
وفي عالم كرة القدم ، نجاح المدربين مرهون بالاستقرار الفني وتوفير البيئة الملائمة التي تساعد على التوهج والتميز ، الأمر الذي يلقي دائماً بظلاله على تحقيق البطولات .. إلا أن بيئتنا (الكروية) على ما يبدو طاردة للمدربين برغم تعاقب أسماء عالمية لم يكتب لها النجاح مع وجود الإمكانيات المادية والمعنوية!

mohdnayf@

10