رجاء الله السلمي يكتب عن «ساهر» للوعود

الميزة الوحيدة التي تنفرد بها أنديتنا عن أندية العالم كافة أنها تخطط لكل موسم بمعزل عن المواسم الماضية أو اللاحقة!
وهو فكر أصبح شائعاً، ويبدو أنها مدرسة في الإدارة والتخطيط تستحق أن تتحول إلى نظرية تدرس!
فالمسؤول أو رئيس النادي هو المعني بكل شيء يخطط ويختار وينفذ مع مجموعة من الأصدقاء الذين أصبحوا شركاء في القرار والرأي والمشورة بغض النظر عن تخصصاتهم وقدراتهم.
قبل أيام فقط، انتهى الموسم وبدأت أنديتنا في تسريح مدربيها ومحترفيها والبحث عن بدلاء من دون عودة لما وضعته من أهداف «قليل منها لديه أهداف محددة» في مستهل عملها الموسم الماضي ومن دون الاكتراث بأي آراء سابقة تتحدث عن الاستقرار وصناعة فريق متجانس.
كل شيء يتغير ويتبدل في ساعات ومن دون مبررات واضحة، وآخر هذه التغييرات ما يدور عن بقاء أو رحيل مدرب الهلال سامي الجابر الذي يفترض أنه سيمضي موسمه الثاني وفقاً لعقد مسبق مع ناديه، لكن الحديث تحول إلى رحيل ومدرب بديل بات منتظراً إعلانه بشكل رسمي إلا إذا تغيرت الأمور في اللحظة الأخيرة، والحال ذاتها تتكرر في أندية عدة.
الغريب في الأمر أن هذه الأندية تتسابق على جلب المزيد من اللاعبين، وعقد المزيد من الصفقات من دون النظر للمدرب القادم ورؤيته التي يمكن أن يقدمها «هذا إن كان يستطيع تقديم رؤية ولو عابرة».
فالآراء والأفكار والمقترحات وحتى اختيارات اللاعبين يمكن أن تتم من دون علم المدرب أو مشورته، فالأصدقاء المقربون هم من يتولون المهمة ويصبحون أصحاب الحل والعقد في ما يشبه التسلية اليومية!
نعم يتحول الفريق إلى تسلية للأصدقاء على حساب العشاق البسطاء. وشيئاً فشيئاً يصبح الفريق لعبة بيد الأصدقاء تتحكم فيها أمزجتهم ومحبتهم لهذا اللاعب أو ذاك، والأسوأ أن موهوباً يمكن أن يفقد موهبته وينتهي مستقبله لمجرد اختلافه مع أحد أصدقاء الرئيس!
في مقالة سابقة قلت: الأمنيات والوعود التي يطلقها بعض رؤساء الأندية فور ترشحهم لا تخرج عن كونها «ضحك على الذقون»، واستجداء مشاعر رغبة في الوصول إلى كرسي الرئاسة والاستمتاع بسنوات من الظهور!
«ساهر» بات مطلباً لرصد التصريحات والآراء المليئة بالوعود، والتي تنتهي بحزمة جديدة لموسم جديد لا علاقة له بما جرى، وأخشى على بعض رؤساء هذه الأندية وإداراتهم فقدان الثقة من جماهيرهم التي تمارس أعلى درجات الحلم والصبر، لكنها ستردد حينما يطول صبرها «للصبر حدود»، وعندها تتغير المعادلة.

مقالة للكاتب رجاء الله السلمي عن جريدة الحياة

16