زحمة كروية

بسام جميدةالموسم الكروي السعودي يبدو في أحيان كثيرة مزدحما بالنشاط المكثف، من مباريات دوري ممتاز، وكأس خادم الحرمين، وكأس ولي العهد، ودوري الدرجة الأولى، ومابينهما دوري أبطال آسيا، واستحقاقات المنتخبات (الأول والاولمبي والشباب والناشئين) هذه الزحمة الكروية قد تربك المتابع، وتسبب له ارباكاً، وقد تقلل المتفرجين على المدرجات، فيما تجعل وسائل الإعلام الذي يحاول أن ينهي صفحاته وبرامجه في وقت مبكر ضمن تغطية معقولة وسبق صحفي يجذب القراء، في حالة استنفار دائم، كون غالبية المباريات تجري في وقت متأخر من المساء، مما يتطلب جهداً مضاعفاً للتغطية التي تتلائم وجماهيرية المنافسة، وذوق القراء، ويتطلب كوادر بشرية هائلة (فنية وإدارية وتنظيمية وأمنية وطبية وغيرها) تكون على أهبة الاستعداد الدائم للوصول بالمباريات إلى بر الأمان، هذا من جهة، فيما تبدو على الجهة المقابلة زحمة مقبولة فنياً بالنسبة لجاهزية لاعبين يخوضون دوري بمستوى متطور، وينتظرهم مستقبل وأضواء وعقود دسمة، وحتى يكونوا في الفورمة دائما لابد أن يخوض اللاعب مالايقل عن /40 / مباراة ويعتاد على ضغط المباريات، ليكون جاهز بدنياً وفنياً فيما لو استدعي للمنتخب مثلاً.
فيما تسجل لاتحاد اللعبة ولجنة المسابقات تحديداً، نقطة مهمة لصالحها، تتجلى في دقة وسير المباريات كلها دون تأجيل أي مباراة خصوصاً هذا الموسم، حيث جاءت الروزنامة متناهية الترتيب راعت فيها مواعيد استحقاقات المنتخبات والبطولات القارية للأندية، ولم تتضارب مع بعضها البعض مطلقاً على عكس الكثير من الدوريات العربية التي (تتخربط) مبارياتها عند أول استحقاق خارجي أو معسكر للمنتخب، وتبدأ التأجيلات تتلاحق، وكأن تلك الاستحقاقات قد نزلت (بالبراشوت) ولم تكن معروفة مسبقا لهم، وهذه ميزة تسجل للجنة المسابقات فعلاً.
ربما هذا الكلام قد لايعجب البعض (كون مزمار الحي لايطرب)، وربما يرون بعض الثغرات الطفيفة التي يتم توجيه سهام النقد من خلالها، ولكن دائما يجب النظر إلى نصف الكأس المملوء، ومعرفة مايدور في غالبية الدوريات العربية ومقارنته بما يدور في الدوري السعودي ليدركوا الفرق، وسبب الريادة التي جعلت أنظار القارة الصفراء تتجه إليه كواحد من أجملها وأكثرها شعبية وتقانة في التنظيم.
بسام جميدة
إعلامي رياضي سوري

10