القادسية الكويتي يفرض ذاته بطلا محليا مطلقا

new_20140427135815_1398596295.79

 لن يمر موسم 2013-2014 مرور الكرام بالنسبة الى جماهير نادي القادسية الكويتي لانها ستتذكر دائما انه شهد سيطرة مطلقة لفريقها على مقدرات كرة القدم في البلاد.
لم يكن من السهل تحدي الكويت، حامل لقب بطل الدوري والمتوج في الموسمين الماضيين بلقب بطل كأس الاتحاد الاسيوي، كما لم يكن من المنطقي الى حد ما رسم خريطة طريق المجد بمواجهة لاعبين من امثال البرازيلي روجيرو دي اسيس كوتينيو، التونسي عصام جمعة ومواطنه شادي الهمامي، الايراني جواد نيكونام، بالاضافة الى مجموعة من المحليين ابرزهم وليد علي، عبدالهادي خميس، عبدالله البريكي، فهد العنزي، فهد عوض، حسين حاكم والحارس مصعب الكندري.
بدا الطريق شائكا في بداية الموسم، بيد ان القادسية عرف من اين تؤكل الكتف.
لم يكن معتمدا بصورة حاسمة على محترفيه، العاجي ابراهيما كيتا والسوري عمر السومة والبرازيلي ميشال سيمبليسيو، بل انه اعتاد تقديم النجوم بالعشرات لكرة القدم الكويتية موسميا، وهكذا برز المايسترو سيف الحشان وخالد محمد ابراهيم، واستكمل اخرون مسيرة التألق وفي طليعتهم حمد امان، مساعد ندا، نواف المطيري، صالح الشيخ، سلطان العنزي، احمد الظفيري، عامر المعتوق، طلال العامر، خالد القحطاني، سلطان العنزي والحارس نواف الخالدي.
كان الشك يحوم حول مدى قدرة النجم الاول بدر المطوع على العودة الى الملاعب بعد تعرضه لاصابة خطيرة خلال مباراة ودية امام الاردن في عمان استعدادا لمواجهة لبنان في تصفيات كأس اسيا 2015 المقررة في استراليا.
“بدران” كما يحلو للبعض تسميته، غاب اكثر من سبعة اشهر لكنه عاد في الوقت المناسب ليترك بصمة على موسم استثنائي للقادسية، وكان صاحب هدف الفوز على النصر (1-صفر) امس السبت في الجولة الاخيرة من بطولة الدوري التي آل لقبها الى “الاصفر” للمرة السادسة عشرة في تاريخه.
لا شك في ان جماهير “الملكي” ستعتز طويلا بهذه النسخة من اللقب بالذات، فمن خلالها عادل فريقها الرقم القياسي الموجود في حوزة الغريم التاريخي العربي (16 لقبا لكل منهما).
ليس هذا فحسب، بل ان القادسية بات زعيما مطلقا لكرة القدم الكويتية، فهو الاكثر فوزا ايضا بلقب كأس ولي العهد (8 القاب مقابل 6 للعربي)، فيما يتقاسم مع العربي نفسه زعامة كأس الامير (15 لقبا لكل منهما).
ويمني “الاصفر” النفس باستكمال الموسم المثالي الذي بدأه بإحراز كأس السوبر المحلية، ثم اضاف اليها لقبي كأس ولي العهد والدوري العام (الرديف) والدوري، اذ انه مدعو لمواجهة الفحيحيل الرابع عشر الاخير في الدوري في اياب الدور ربع النهائي من مسابقة كأس الامير بعد غد الثلاثاء مع العلم انه فاز ذهابا 3-1.
استحق “الملكي” لقب الدوري، فقد خاض 26 مباراة فاز في 21 منها وتعادل في خمس، وهو الوحيد الذي لم يذق للخسارة طعما.
اما الكويت الوصيف فحقق 20 انتصارا واربعة تعادلات وتعرض لخسارتين احداهما امام البطل نفسه.
وهي المرة الثالثة التي ينجح فيها القادسية في التتويج بلقب الدوري دون التعرض لاي خسارة، مع العلم ان العربي سبق له تحقيق الانجاز في اربع مناسبات، والكويت في مناسبتين.
ولكن تبقى الالقاب الاسيوية عصية على القادسية، اذ لم يسبق له الوقوف على اعلى نقطة من منصة التتويج القاري، سواء في دوري الابطال او في كأس الاتحاد التي بلغ مباراتها النهائية في الموسم الماضي تحديدا وخسر امام مواطنه الكويت صفر-2.
ولأنه يقدم موسما مثاليا فرض من خلاله سيطرته على كل مفاصله، فإن السؤال الذي يفرض نفسه يتمثل في قدرة القادسية على المضي قدما في بطولة كأس الاتحاد الاسيوي خلال الموسم الراهن بعد ان تصدر مجموعته وبلغ الدور الثاني (دور ال16) الذي يقام من مباراة واحدة حيث سيكون مدعوا الى مواجهة ضيفه ذات راس الاردني في 13 ايار/مايو المقبل.
المدرب محمد ابراهيم اعلن قبل فترة بأن الموسم الراهن سيكون الاخير له مع الفريق نظرا الى حاجته للراحة لدواع صحية.
لعب ابراهيم المولود عام 1962 في نادي القادسية حتى اعتزاله في ختام موسم 1994-1995 بسجل احتوى على القاب كأس الامير مرتين والدوري مرتين.
تألق مع المنتخب في “خليجي 10” في الكويت وتوج هدافا للبطولة برصيد 5 اهداف، 4 منها في مرمى الامارات.
عمل مدربا مساعدا في المراحل السنية للنادي الى ان وصل الى الفريق الاول في مطلع الالفية وقاده في موسم 2002-2003 الى الفوز بالدوري وكأس الامير.
اشرف على المنتخب الاولمبي فضلا عن المنتخب الاول الذي قاده في فترات متقطعة وتحديدا اعوام 2004 و2005 و2008.
كمدرب، حقق ابراهيم مع القادسية القابا عدة تمثلت بالدوري 6 مرات، كأس الامير 4 مرات، كأس ولي العهد 6 مرات، كأس الاتحاد مرتين، وكأس الاندية الخليجية مرتين.
وقال ابراهيم عقب الفوز على النصر وضمان اللقب: “يملك القادسية تاريخا طويلا وحافلا بالالقاب والبطولات، واعتبر ان التتويج بالدوري هو بمثابة استكمال لانجازات النادي التي دأب على تحقيقها”.
وتابع: “اهنئ اللاعبين على جهودهم في سبيل استعادة لقب الدوري الذي فقدناه في الموسم الماضي”، مؤكدا ان “منافسة الفريق على الالقاب كافة هذا الموسم امر يحسب لادارة النادي والجهازين الاداري والفني واللاعبين الذين لم يدخروا جهدا في سبيل النادي”.
وشدد ابراهيم على انه لن يتراجع عن قرار الاعتزال بنهاية الموسم.
ويبقى على القادسية ان يجد المدرب القادر على ابقائه في القمة بعد انتهاء حقبة ابراهيم، كما ان انباء يجري تناقلها حاليا تتحدث عن اقتراب تحول كيتا الى السالمية، فيما لم يتخذ السوري السومة قرارا نهائيا بالاستمرار مع العلم انه توج هدافا للدوري برصيد 23 هدفا.
يذكر ان دوري الموسم الراهن اعتمد نظام الدمج بحيث شارك في المنافسات 14 فريقا لم يهبط منها احد الى الدرجة الدنيا.

12