علي حمدان: الحوار الرياضي..!

أعتقد أنه لم يعد أمام الأمير نواف بن فيصل من حلول عملية لإيقاف مد التعصب والعنصرية والتشكيك والاحتقار في الأوساط الرياضية السعودية إلا إقامة وتفعيل حوار رياضي حتى نصل إلى إطارات محددة نستطيع من خلالها إعادة ترتيب الأوراق.
العقوبات مهمة جدا وقد تكون فعالة وقبلها اللوائح والأنظمة وتطبيقها، لكن ما يحدث الآن في الرياضة السعودية، هو تجاوزات وإسقاطات واتهامات وفوضى تنافسية خارج الملعب، ما قد يوصلنا إلى أمور لا تحمد عقباها.
المسؤول الأول عن الرياضة صرح الأسبوع الماضي أنه “كره” كرة القدم وهي اللعبة الشعبية الأولى، وهذا التصريح رغم مراراته وقسوته على الأمير نواف، إلا أنه بالفعل أصبح يعاني مما يحدث في الرياضة السعودية خارج الإطار التنظيمي والرسمي مع هذا الانفتاح الإعلامي الرهيب.
الحوار الرياضي المطلوب يحتاج لعناصر مهمة لإنجاحه أولها وأهمها الاعتراف أن لدينا فعلا مشكلة، وهي انتشار التعصب والعنصرية، وأنها تنهش في جسد اللحمة الوطنية والمجتمع عامة قبل المجتمع الرياضي.
وإذا اعترفنا فإننا سهلنا مهمة البحث عن العلاج لأن البعض للأسف لا يزال يراوغ حتى في الاعتراف بوجود وانتشار هذين المرضين في أوساطنا الرياضية، وبالتالي لن نكون جديين في مناقشة المشكلة، ومحاصرتها وأخيرا القضاء عليها.
العلاج قد يحتاج إلى سنوات وليس أشهرا أو أسابيع لكون المشكلة عميقة، وقد يحتاج الأمر إلى قرارات تاريخية مريرة وصعبة، ولكن لا بد منها لبتر هذا المرض العضال وتجفيف منابعه، والانتقال إلى مرحلة أكثر نضجا وإدراكا ووعيا ومدنية وحضارية.
الحوار يجب أن يشمل كافة أطياف المجتمع الرياضي لاعبين وإداريين ومسؤولين وإعلاميين وجماهير، ويتم التركيز بشكل مباشر على نبذ التعصب والعنصرية وإيجاد فعاليات وبرامج وأنشطة وحوارات تثري هذا الجانب فكريا واجتماعيا وثقافيا وأن يشارك كتاب الرأي والمثقفون والأدباء ووزارات التعليم العالي والتربية والتعليم والثقافة والإعلام.
على الجانب الآخر، لا بد للرئاسة العامة لرعاية الشباب من سرعة تحديث أنظمتها ولوائحها وكذلك الاتحادات الرياضية، وهذا أمر لم يعد يحتاج إلى وقت أطول، لأن وضوح اللوائح وسلامتها وصحتها ودقتها يجعل الجميع تحت مظلة تطبيق النظام بشفافية عالية ويبعد التكهنات ويقلل الأخطاء والازدواجية.
أتمنى على الرئيس العام اتخاذ قرار بتشكيل إدارة جديدة في الهيكل التنظيمي للرئاسة العامة تعنى بالأنظمة واللوائح الرياضية وتحديثها ومتابعتها وإيصالها لكل من يقع تحت مسؤوليتها، وهي إدارة مهمة جدا في منظومات الرياضة على مستوى العالم.
لا يمكن أن تجتمع بيروقراطية العمل الحكومي الرتيب والعمل الرياضي المتسارع المتطور المتغير، ولهذا هنا تكمن الخطورة في التعامل مع الشأن الرياضي بفكر آلية العمل الحكومي، وهنا تحدث الأخطاء والمشاكل والتأخير والبطء.
أخيرا:
طرحت في تويتر مقترحا بتغيير اسم بطولة كأس السوبر إلى “كأس السعودية”، تخليدا وانتماء واعتزازا باسم الوطن ولعدم وجود بطولة تحمل اسم الدولة على غرار كأس مصر، كأس تونس، كأس إسبانيا، كأس هولندا، كأس ألمانيا وغيرها.

مقالة للكاتب علي حمدان عن جريدة الوطن

14