الفرج يكتب: نور .. القلب داعي لك!

اختلاف الآراء التي صاحبت قرار النصراويين الاستعانة بالنجم الكبير محمد نور لم تكن أقل من تلك التي جاءت بعد قرار إدارة محمد فايز إبعاده مع عدد من اللاعبين عن (العميد)، للاتحاديين مبرراتهم التي لا علاقة لها بالملعب، وهم الذين قيموا تلك الخطوة بهدف وقف نفوذ النجوم وسطوتهم على المدربين وحتى على الإداريين مدعمة بالشعبية الجماهيرية التي يمتلكونها، كنت أرى وعبر هذه الزاوية أن النصر بحاجة لهذا النجم الخبير داخل الملعب، إذ لا يزال معظم من يمثله من الشبان الباحثين عن إثبات الوجود ووضع قدم على طريق البطولات بعد أن وصلوا لمنصات التتويج في عامين مضيا.

نور نجم كبير يعشق التحدي، واستطاع تمديد فترة نجوميته بعد استغناء الاتحاديين عنه بطريقة لا تليق بأمثاله من الأفذاذ، أثبت أنه لا يزال حاضرا في الملاعب بمساهمته الفاعلة في إحراز النصر بطولتي الدوري وكأس ولي العهد، وبعد أن كان بالأمس خارج أسوار الاتحاد مرغما منكسرا؛ ها هو يعود اليوم ليكون الخيار بيده؛ إن بالاستجابة لرغبة الإدارة الجديدة لعودته قائدا ملهما للاتحاد، أو تلبية رغبة النصراويين الذين أعلنوا صراحة جاهزيتهم لتمديد عقده، بعد أن كان له مشاركة جيدة في تحقيق طموحات الجماهير.

النصراويون أعادوا للكبار هيبتهم، وسجلوا للتاريخ أن نجوم الخبرة ممن يملكون إمكانات وصفات التحدي والالتزام وتطبيق الاحتراف على وجهه الصحيح سيكونون أكثر فائدة من غيرهم، وهنا تظهر حنكة اتخاذ القرار؛ من يستحق أن يرتدي شعار النصر رغم تقدمه في السنّ ومن لا يستحق، وما حدث مع حسين عبدالغني (أهم لاعب نصراوي) ومحمد نور ونجاح صفقتيهما اللافت خصوصا الأول سيعيد نظر الأندية في التعامل مع لاعبي الخبرة الموهوبين الملتزمين، الذين تُبنى عليهم شخصية الفريق.

استمرار نور في النصر من عدمه أظنه أمرا شاغلا للاتحاديين ونور أكثر من النصراويين اليوم، النصراويون استفادوا من اللاعب في أهم مرحلة احتاج فيها (العالمي) لكل لاعب خبرة يمكن أن يقدم شيئا، اليوم هو في مقدمة الأنية السعودية بطلا للدوري وكأس ولي العهد، وسيكون مع افتتاح مباريات دوري عبداللطيف جميل المرشح الأبرز للحفاظ على لقبه؛ سواء بتواجد نور، أو حتى في غيابه؛ بعكس حاجة الاتحاديين الفنية لهذا النجم الخبير قياسا بما قدمه الاتحاد في الدوري؛ بغض النظر عن حضوره اللافت في دوري أبطال آسيا، وبلوغه نصف نهائي كأس الملك.

كان قرار محمد نور بالتعاقد مع النصر بعد أسابيع من استبعاد الاتحاديين المفاجئ له قرارا ناجحا بكل المقاييس، ويكفي أنه كان مؤديا لتسجيل إنجاز شخصي لنور بكسر رقم الفوز بالدوري، وهذا يحسب للاعب ونظرته لما يملكه من إمكانات وثقة في فريقه الجديد، أنا متأكد من أن النجم الكبير في حيرة من أمره؛ لكني أظن أن النصراويين أخذوا منه ما يريدون حتى وإن كانوا يرغبون في استمراره؛ سيبقى قائدا ثانيا مرحبا به إن اختار البقاء، ومتى قرر النجم الكبير الرحيل سيقولون له:

“روح . . والقلب داعي لك”!!.

مقالة للكاتب عبدالله الفرج عن جريدة الرياض

10