الشريف يكتب عن البلوي والتحدي الكبير

• قرارك هو طريقك للنجاح، ومتى ما كان القرار قويا ومؤثرا فإن وقعته على النفس أكثر استجابة، ولكن متى نتخذ هذا القرار؟

• علم الإدارة يقول من أهم خصائص اتخاذ القرار الصائب هو أن يتخذ في الوقت المناسب وفي الاتجاه الصحيح؛ حتى يعود عليك بالفائدة المرجوة منه، وإلا لا فائدة من اتخاذه، فهناك العديد من القرارات التي اتخذت ومرت بردا وسلاما على المجتمع الرياضي، بل بعضها سادته هشاشة العظام دون أن يحس بها أحد.

• اتخذ الرئيس العام قرارا صارما بحل مجلس إدارة الاتحاد، وهو قرار من القرارات القوية التي افتقدناها من زمن طويل، ولا شك أننا في الرياضة نحتاج بين الحين والآخر إلى مثل هذه القرارات التي تعيد لنا شيئا من التوازن بعدما اختلط الحابل بالنابل وسط سلبية صناع القرار.

• كم من نادٍ يحتاج إلى قرار بحجم وقوة القرار الصادر بحق الإدارة الاتحادية، وكم من مسؤول يحتاج إلى إبعاد وتنح، فغالبية الإشكاليات التي تعاني منها الأندية ومعرقلة مسيرتها هي من صنع القائمين عليها..

• نعود إلى نادي الاتحاد وحاجته إلى مثل هذا القرار، بعدما بلغ السيل الزبى وطفح الكيل، ليأتي الحل بحل مجلس الإدارة، وهو الخيار الأمثل في هذه المرحلة لتحط الحرب الباردة أوزارها ويعود الهدوء مرة أخرى إلى أروقة النادي.

• قرار إبعاد الجمجوم ورفاقه بقدر ما كان مطلبا لإنقاذ الاتحاد من حالة الغليان التي كادت تقضي عليه، إلا أنه ليس كافيا، وإنما لا بد أن تواصل الرئاسة العامة دورها وتتابع قراراتها وسلامة تنفيذها حتى تستكمل المهمة التي بدأتها، وأعلنت عن تصديها لها، ولاسيما أنها وعدت بتكفلها بإعادة الاستقرار للنادي الغربي.

• ولأن هذا القرار يحمل في فحواه عدة دلالات تأكيدية على أن إدارة الجمجوم بالفعل كانت عقبة اصطدمت بها كل محاولات النهوض، فإنه يجب أن يكون هناك عمل آخر مشابه له، ولكن هذه المرة مع وزارة الإعلام للحفاظ على سلامة القرار ممن تسول له نفسه من الإعلاميين الذين يرون فيه انتصارا صريحا للبلوي أو خسارتهم لمعركتهم الإعلامية، بالتالي لن يصمتوا وإنما سينساقون خلف بعضهم دفاعا عن مصالحهم التي عطلت.

• وطالما أخلت الرئاسة العامة الساحة من كل الترسبات التي أفزرتها المرحلة السابقة ومهدت الطريق أمام البلوي للعمل بمفرده، فإنها أيضا طوقت عنقه بمسؤولية عظيمة أمام جمهور الاتحاد بعدما رمت الكرة في ملعبه ووضعته أمام تحد كبير لمرحلة قادمة مثقلة بالديون والقضايا، وربما تمثل منعطفا هاما في علاقة أبناء البلوي بالاتحاد، ففي حالة نجاحه، فإنه يعد اكتساحا مدويا لهما على جميع الأصعدة، ولن يذكر التاريخ أحدا لا قبلهما ولا بعدهما، أما في حالة فشله ــ لا قدر الله، فإن كل التاريخ الذي تعب عليه البلوي الكبير «منصور» سوف يكون عرضة للمصادرة لأناس آخرين كانت لهم بصمتهم في الاتحاد.

• بالتالي، من يظن أن إبراهيم البلوي سينام قرير العين مخطئ، فالمهمات جسيمة، والمشوار شاق، والآمال المعقودة عليه كبيرة، وهو ــ بلا شك ــ أهل لها، لكن يحتاج دعم الاتحاديين لإتمام المهمة.

مقالة للكاتب حسين الشريف عن جريدة عكاظ

9