العقيل: النصر.. الفارس الجميل!

عاش فارس نجد موسماً مميزاً على كافة الاصعدة، وكانت جماهيره على موعد مع السعادة، بعد الفوز بلقب الدوري للمرة السابعة في تاريخ النادي العريق، لتنضم الى كأس ولي العهد التي حققها الفريق هذا الموسم ايضاً.

النصر وجماهيره صاما كثيرا عن البطولات لكنهما افطرا على طعم الذهب بأغلى بطولتين، وحقيقة النصر يعتبر افضل فريق هذا الموسم بفضل العطاء الذي ظهر عليه لاعبوه طيلة موسم كامل كان صعباً وشاقاً على الجميع وليس على البطل فقط.

الجميل في الامر ان بطولة الدوري تعد الاولى لكل لاعبي النصر في مسيرتهم الكروية، اذا استثنينا محمد نور الذي توج مع الاتحاد من قبل سبع مرات، وايضاً ربيع سفياني الذي توج مع الفتح في الموسم الماضي.

جميل ان يتذوق لاعبو العالمي ذهب جميل في سن مبكرة، حيث إن معظم لاعبي النصر من اللاعبين الشباب، ولا يتخطى معدل اعمارهم 24 عاماً، بلا شك عندما يتوجوا ببطولتين في موسم واحد سيكسبهم ذلك خبرة التتويج بالبطولات وسيرفع سقف الطموحات لديهم في الموسم المقبل، بعدما اكتسبوا الخبرة اللازمة للمنافسة على كافة الالقاب، وهو ما لمسته في تصريحات لاعبي النصر انهم باتوا يتطلعون للمنافسة على كافة الالقاب، ويتطلعون لتحطيم الارقام القياسية بدءا من مباراة التعاون المقبلة.

طريق النصر لم يكن مفروشاً بالورود، بل مر بالعديد من المحطات الصعبة أبرزها عندما رفض الثلاثي البرازيلي اللعب قبل مباراة الهلال في الدور الاول، الا ان إدارة النصر اتخذت القرار الصعب في الوقت الاصعب، وابعدت اللاعبين الثلاثة حتى لا يكون لهم تأثير على الفريق، وهذه المباراة تحديداً كان من الممكن ان تغير مسار الفريق وتعيده من حيث أتى، إلا ان لاعبي النصر كسبوا التحدي وواصلوا مسيرة الصدارة.

ما أعرفه ان بطولة الدوري لم تدخل خزائن النادي طواعية بل طوعها لاعبو النصر لتتزين خزينة الفريق الاصفر، ومن يريد البطولة عليه ان يدفع مهرها، وما كان من النصر الا ان دفع المهر الذي يلقب بلقب جميل، حتى وصل الى 120 مليون ريال بإبرام تعاقدات تاريخية وتجديد عقود لاعبين، ولا اعتقد انه يوجد فريق آخر انفق مثل ما انفق النصر، لذلك اختارت البطولة من أغلاها وذهبت للارتماء في أحضانه.

بالعودة للموسم الماضي، وبعقد مقارنة بسيطة بين الفتح بطل النسخة السابقة والنصر اخر عريس للدوري، سنجد ان البون شاسع بين ميزانية الناديين للفوز باللقب، فإجمالي ما أنفقه الفتح ليتوج بطلاً للمرة الاولى في تاريخه لا يقارن بما انفقه النصر، حيث لم تتخط ميزانية الفتح في الموسم الماضي حاجز الـ20 مليون ريال وهي ميزانية تعد قليلة في عالم الاحتراف، لكنه اعتمد على ابنائه في تحقيق إنجاز تاريخي.

باعتقادي الشخصي ان انجازات النصر لن تتوقف عند هذا الحد في ظل اعلان الامير فيصل بن تركي الاستمرار في منصبه لـ 4 سنوات مقبلة، وفي ظل إعلانه عن ميزانية مفتوحة للصفقات الجديدة في النصر، حيث تنتظر الفريق مشاركة بدوري ابطال آسيا، التي يتطلع من خلالها العالمي للعودة الى الساحة العالمية.

كل ما في النصر جاء مختلفاً هذا الموسم، بدءا من الجماهير والادارة واللاعبين، فالجميع التف حول هدف واحد وهو عودة النصر بالبطولات لسابق عهده.

مقالة للكاتب مروان العقيل عن جريدة اليوم

9