محمد الشيخ يكتب عن برشلونة الآسيوي
محمد الشيخ

محمد الشيخ

قبل أن ينهي رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي تصريحه الفضائي الذي أعقب فوز فريقه على الاتحاد بثلاثية وضع من خلالها قدماً ثابتة له على منصة التتويج بلقب الدوري رمى بجملة بدا أنها كانت محسوبة بدقة ومدروسة بعناية، وليست مجرد استطراد أو حشو كلام؛ خصوصاً وقد جاءت في نهاية التصريح حيث لا علاقة لها بالمباراة، وذلك حينما قال وهو ينظر لساعته: الآن سأذهب لمشاهدة مباراة برشلونة، ثم أشار بأصبعه متمتماً وكأنه أراد شرح عبارته لكن صوته اختفى حينها.

لم يفت على مراسل القناة الرياضية مداعبة الرئيس النصراوي لعلمه بولعه بالنادي الكاتالوني الذي يحمل عضويته الشرفية حين قال له وقد أطلق ضحكة بدت مصطنعة كصنارة يراد منها اصطياد ردة فعل: بالتوفيق لريال مدريد، فجاءه الرد سريعاً كما يريد وبعفوية واضحة: معصي!.. بالتوفيق لبرشلونة.

زج رئيس النصر ببرشلونة في تصريحه والذي أرى أنه لم يكن عفوياً أعادني بالذاكرة لحوار شهير أجراه قبل نحو خمسة أعوام وذلك في الأيام الأولى من تكليفه برئاسة النصر خلفاً للأمير فيصل بن عبدالرحمن المستقيل والذي راهن فيه على صياغة نصر جديد وصفه حينها بأنه سيكون “برشلونة آسيا”. قال ذلك مراهناً والنصر في ذلك العام كان قد احتل المركز الخامس.

ذلك الحوار كان محل تندر من كثيرين في الوسط الرياضي الذي رأوا في الرئيس النصراوي الجديد حينها بائعاً للوهم على جماهير ناديه المغلوبة على أمرها، حيث كانت تشكو لطوب الأرض بحثاً عن مخّلص يأخذ بيد النادي من قيعان الإخفاق التي أطال البقاء فيها إلى قمم الإنجاز التي ما عاد يعرف طريقاً لها.

فيصل بن تركي قال في ذلك الحوار وقد سئل: هل ستفعل بالنصر مثلما فعل فلورنتينو بيريز بريال مدريد؟ فأجاب: “لا أنا أريد أن أفعل بنادي النصر مثلما يفعله لابورتا ببرشلونة، لأنني من مشجعي نادي برشلونة ومن أشد المعجبين بما عمله لابورتا فليس هناك أقوى من فريق يحقق ثلاثية شهيرة مثل برشلونة”.

كلام كهذا كان كافياً لأن يكون محرضاً لتدبيج مقالات ساخرة وتعليقات هزلية من المناوئين للنصر، وهو ما كان بالفعل حيث قرأنا ذلك في بعض الصحف ومواقع الانترنت، ولربما كان مبرراً في حينه حيث لا ملامح بادية لحدوث أي شيء من ذلك، ولا بوارق أمل للقدرة على إحداث انقلاب في فريق كان لا يقوم من عثرة إلا لانتظار عثرة أشد منها، فكيف بصناعة فريق يوصف بأنه برشلونة آسيا!

رهانات الأمير فيصل بن تركي يبدو أنها لم تكن أضغاث أحلام لشاب ثري متحمس يجلس للتو على واحد من أكبر الكراسي الرئاسية في أندية القارة الصفراء، فكثير من رهاناته يبدو أنها تحققت وكثير منها سيتحقق إن بقي على الكرسي الأصفر.

في ذلك الحوار راهن على نجاح السهلاوي وحسين عبدالغني اللذين كانا للتو قد أمضيا عقديهما، وأكد قدرته على استجلاب أي لاعب يريده ناديه، كما راهن على أن يعود النصر لتحقيق البطولات المحلية، وأن يعيد تسجيل اسمه كأحد أفضل أندية القارة وأن يحقق لقبها الكبير ويعبر به للعالمية من جديد، ويبدو أنه سيحقق كل ما وعد، لأن “ليالي العيد تبان من عصاريها”َ.

عن الرياض

10