حسين الشريف : لو كنت إبراهيم البلوي
حسين الشريف

حسين الشريف

• كلما حاولت أن أغلق ملفات الشأن الاتحادي وأخرج منه بهدوء أجد نفسي أعود إليه مجددا بصخب، وكلما أردت أن أرتاح من مناقشة مستجداته الساخنة أقف أمامها مشدود البصر والبصيرة دون أن أشعر معلقا تارة ومتعجبا تارة أخرى.

• فالحكاوي الاتحادية فاقت قصص ألف ليلة وليلة في أشكالها وألوانها، فما تنتهي قصة وإلا وتبدأ قصة أخرى أكثر ديناميكية بسيناريو مختلف وأبطال مختلفين وأحيانا بأهداف مختلفة، قد يقول البعض عنها إنها حلاوة الديمقراطية في الاتحاد، وقد يقرها آخرون بأنها تضارب مصالح وشخصنة مواقف لا أكثر.
• وحتى نكون واقعيين وصادقين مع أنفسنا، فما يهمنا من هذا التباين هو قراءتنا الصحيحة للمشهد الذي أمامنا حتى وإن كانت الزاوية يسودها شيء من الضبابية والصورة مهزوزة والطريق مظلم وليس به ثقب ضوء، إلا أننا يجب أن نغوص في أعماقنا لكي ندرس مجموعة من التناقضات التي تحيطنا ولا نفهم منها شيئا.
• فتوضيح هنا، وتعقيب هناك، ونفي لهذا وتأكيد لذاك، وتصريح ينقضه تصريح، وبيان يتبعه آخر.. وهكذا تدور العجلة دون حلول جذرية أو ورشة علاج نداوي بها لعلة العميد المتغلغلة في دوامة حب الذات لمجلس إدارته؟
• مطاردات أشبه بالمطاردات البوليسية بين الرئيس ونائبه في معترك محموم احترقت فيه جميع السفن التي من شأنها الارتقاء بالفكر والجهد داخل منظومة العمل الإداري بالنادي، فلا وقت لتخطيط ولا مجال لتفكير ولا صوت يعلو على صوت فوضى المتعاركين، لكن بطبيعة الحال هذه المعارك وما شابها لا تحقق السعادة لمحبي العميد، على اعتبار أن الخاسر الأكبر هو الكيان وجماهيره وتاريخه المضي.
• فبقليل من العقل والتدبر نجد أن مشاكل الاتحاد تزداد يوما بعد يوم، ولا نجد في الأفق مخرجا لهذه الأزمة إلا بتوحيد الصف بين المعسكرين المتنافرين وقبول كل طرف للآخر والتكيف معه أو الرحيل..
• فلو كنت إبراهيم البلوي لبحثت عن مصلحة النادي في كل مكان وأضع الاتحاديين أمام الأمر الواقع ومصارحتهم بأن المركب الذي يقف على سدته ربانان يغرق في شبر ميه، فإذا أرادوا أن يغرقوا ناديهم عليهم بالفرجة على ما يدور داخل أروقته والتصفيق لمن غلب، أما إذا كانوا يهمهم الاتحاد ويدركون واجباتهم، فعليهم أن يقوموا بها اتجاه ناديهم.
• لو كنت إبراهيم البلوي لطلبت اجتماعا عاجلا مع الرئيس العام وأوضحت له بالحرف الواحد أن الاتحاد يئن تحت وطأة الصراعات والضرب من تحت الحزام، ولا يمكن أن تقبل الأمور بأنصاف الحلول، فإما أن يرحل عادل جمجوم أو تسمح لي بالرحيل.
• لو كنت إبراهيم البلوي لخاطبت جماهير الاتحاد وتحدثت معهم بشفافية عالية ووضحت لهم صعوبة العمل في أجواء مشحونة بالصرعات والدسائس التي لا يساعد على خلق أجواء حميمية تقود للنجاح.
• ولو كنت إبراهيم البلوي لتراجعت بشجاعة عن الاستمرار بالمغامرة التي أقدمت عليها من أجل الاتحاد حبا فيه.. لحظتها سيجد البلوي كل التقدير والاحترام لصراحته معهم وترك تحديد المصير بيدهم.
• فربما تقبل الجماهير اعتذار البلوي وتقدره أو التمسك به والعمل معه على تخليص النادي من قبضة جمجوم وزمرته، ولكن الشيء غير المقبول استمرار الوضع على ما هو عليه.

عن عكاظ

10